كيف تؤثر الصحة النفسية في الصحة الجسدية

الصحة النفسية

إن أجسادنا وعقولنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ومتعمقًا، فإذا عانيت مشكلات نفسية فسيتأثر جسمك بأكثر من طريقة، والعكس صحيح. مثلًا، إذا عانى لاعب رياضي إصابة رياضية، قد تتأثر صحته النفسية من جراء عدم القدرة على اللعب أو الممارسة الروتينية اليومية المعتاد.

إن صحتنا النفسية ستحكم أيضًا ما تشعر به أجسادنا بطرائق أشد وضوحًا. يمكن لصحة النوم، والحافز والطاقة للتمرن، والاستجابة للتمارين والشهية أن يتأثروا إيجابًا أو سلبًا بحالتنا العاطفية. مثلًا، أوضحت الدراسات أن الحالات العاطفية مثل القلق والاكتئاب بمقدورها زيادة مقاومة الإنسولين، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري وكذلك زيادة احتمالية الإصابة بأمراض أخرى مزمنة مرتبطة بالتقلبات في إفراز الإنسولين».

لم تعُد الصحة النفسية شيئًا يمكن التغافل عنه، وقد علّمنا وباء كوفيد 19 أن تداعيات العزلة على الصحة النفسية تؤثر كذلك في الصحة الجسدية. وقد طلب موقع لايف ساينس من الخبراء التفسير العلمي وراء تلك الصلة بين الصحة النفسية والجسدية، لفهم كيفية تأثير الأولى في الثانية. وفي هذا المقال، نقدم كل ما تحتاج إلى معرفته حول كيفية تأثير الصحة النفسية في الصحة الجسدية، متضمنة توصيات الخبراء للمساعدة في تحسين كليهما.

إذا عانيت من مشكلات في الصحة النفسية مدة طويلة، أو وجدت نفسك تعاني مؤخرًا وتكافح لرفع مزاجك نتيجةً للوباء. سواء أكنت قد تأثرت ماديًا أم تعرضت لضغوطات وسائل التواصل الاجتماعي، ففي كلتا الحالتين قد يتعذر عليك القيام بالمهام اليومية في الأيام العصيبة، وقد يصبح البقاء في أوج الصحة الجسدية مستحيلًا لبعض الأشخاص في تلك الأيام الصعبة.

إلا أن تعزيز صحتك الجسدية وسيلةً لتحسين صحتك النفسية قد يكون بسهولة المشي السريع لك, غيّر من روتين يومك، أو تعلم مهارة جديدة كالطبخ، أو حتى اكتشف قوة اليوغا. استغراق الوقت في تهدئة العقل والقيام بالتمارين فوق حصيرة اليوغا من شأنه أن يصنع العجائب في حالات مثل الاكتئاب والقلق، خاصةً حين تحصل على ذلك الأندروفين.

وفيما يلي يناقش رايان ستيفينسون، اختصاصي التغذية المسجل والمعالج الطبيعي ومؤسس موقع ARTAH، كيفية اتصال الصحة النفسية بالجسدية، وكيفية تأثير سوء الصحة النفسية على الجسم، كما يعطي نصائح حول تحسين الصحة النفسية.

يقول ستيفينسون لموقع لايف ساينس: «أفكر في الصحة بصفتها نظام شبكات بيولوجية متداخلة، وليست بمعزل عن بعضها بعضًا». إذا مر بك يوم أردت فيه البقاء في الفراش فقط، والانعزال عن العالم فحينها تنعكس مشكلات الصحة النفسية على صحتك الجسدية.

وقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها شبكة ذا كونفرسيشن للوسائط الإعلامية أن الأمريكيين -نتيجة للوباء- قد زادت احتمالية إصابتهم بتوترات ذهنية خطيرة 8 مرات مقارنةً بالسنوات الماضية, وفسرت الطبيبة النفسية والمدربة ساري تايلور بقولها: «من المستحيل أن نفصل بين عقولنا وأجسادنا فهما مرتبطان سويًا بطبيعتهما؛ إنهما يتحدثان إلي بعضهما بعضًا ويعملان في انسجام».

0 Comments