الاحتباس الحراري.. كيف تؤثر الأنشطة البشرية على تلوث البيئة

الاحتباس الحراري

قبل بضع سنوات قليلة، لم يكن يعلم معظم الناس وخاصة في المنطقة العربية عن ظاهرة الاحتباس الحراري واحترار كوكبنا شيء، وخلال تلك السنوات كان أكثر ما يعلمه الناس عن تلك الظاهرة هي أنها لا تعدو كونها مادة دسمة في برنامج وثائقي بيئي ممتع، الآن بات الكل يشعر بأن الاحترار يؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا اليومية، فتبدل مواعيد الأمطار وتأخرها أو اختفائها من أمكنة وظهورها في أمكنة جافة وقاحلة، وارتفاع درجة حرارة الصيف وتطرفها أكثر ما بتنا نشعر به كبشر نحيا على الكوكب جراء هذه الظاهرة.

بل إن أنظمة كوكبنا البيئية أصبحت تعاني اليوم من ضياع التنوع البيولوجي الضروري لاستمرار الحياة على الكوكب، كما أن الحيوانات البرية المتبقية بدأت تعاني من اختفاء موئلها الطبيعي، حتى قبل أن يصل إليها الإنسان بحضارته وعمرانه. والآن بدأت تتأثر أيضا الأنظمة البشرية سلبا مثل الصحة، والتي ستواجه قريبا جدا حسب مراقبي المناخ انتشار ناقلات الأمراض كالبعوض، وستعاني البشرية مجددا قبل إيجاد الحلول والأمصال للحيلولة دون قضاء ملايين البشر مع انتشار الأوبئة وتبدل مورثات البعوض وناقلات الأمراض الأخرى.

وسوف يجبرنا التغير المناخي على إعادة التفكير بشكل أنظمتنا الحضرية الحالية بما في ذلك النقل والمباني، وتلك الطرق التي نؤدي بها أعمالنا اليومية، حتى فرص الأعمال الخضراء التي نتجت عن مؤتمرات المناخ الدولية وتوصيات العلماء والهيئات الدولية المعنية بالمناخ، كل ذلك يحدث الآن بعد هذا الشوط الحضاري الهائل التي حققته البشرية، لقد وضع التغير المناخي البشرية في مواجهة مأزق حقيقي وخطير كما لو أنها لم تواجه مأزق من قبل.

لكن اخطر شئ قد نتخيله هو حين تواجه البشرية بعد كل هذا، ظهور أسباب جديدة كليا للنزاعات حول العالم، ومنها حين يجبر المناخ الناس والشعوب على الهجرة وترك أوطانها وخاصة من تلك المناطق الساحلية والمنخفضة، وسيظهر ما أطلقتُ عليه حروب الجنسية، حين تغرق الأوطان التاريخية لتلك الشعوب وتختفي كليا أو تصبح شيئا فشيئا غير قابلة للعيش نتيجة تحول التربة إلى وحل مالح واختلاط المياه الجوفية بمياه البحر المالحة فتختفي كل أوجه الحياة بشكل دراماتيكي مؤسف، بالإضافة لاختفاء جنسيتهم إلى الأبد، عندها لن يملك هؤلاء اللاجئين خيار العودة مجددا لأوطانهم كما هو حال اللاجئين السياسيين مثلا، أو أولئك الذين تركوا أوطانهم جراء الفقر والحروب والنزاعات المسلحة.

0 Comments