التكنولوجيا الحديثة في العصر الرقمي وتأثيرها على فئة الشباب

اخبار, مقالات متنوعة


تطوَّرت العلاقة بين الشباب والأجهزة التكنولوجية الحديثة مع تطوُّر الأجهزة الرَّقمية بوتيرة مُتسارعة. وأصبحت التكنولوجيا الآن تُشكِّل جزءًا لا يتجزَّأ من عالمنا. ولا شك أن التكنولوجيا والأجهزة الرَّقمية لهما دور كبير في تطوُّر العالم وزيادة إنتاجيَّته بشكل كبير، لكنها تسبَّبت أيضًا في عديد من الأضرار الصِّحية، وربما الأخلاقية على المدى البعيد.

من المعروف أن أكثر من يستخدمون التكنولوجيا هم الشباب. ونحن نعيش في عالم يحتوي على 50 في المائة من سكانه من الفئة العُمرية الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا. وهناك عديد من الأسباب التي أدَّت إلى انتشار التكنولوجيا بشكل سريع، ويذكر الباحثون منها أن الأمر ربما كان مدفوعًا بمصالح تجارية، أو ربما كان الأمر مدفوعًا من قبل أشخاص يرغبون فقط في زيادة أرباحهم المالية.

وهناك تأثيرات بالغة للتكنولوجيا الرَّقمية على المستوى الصحي والأخلاقي لفئة الشباب، وهي فئة عُمرية مهمة، وعلينا التأكد إذا كانت هذه التكنولوجيا ستُوفِّر فائدة ملموسة للشباب، وخصوصًا أنها تنتشر بشكل سريع.

أجرى فريق بحثي بجامعة يورك دراسة مُدَّتها 5 سنوات حول الشباب والأجهزة الرَّقمية. وقد قامت الدراسة بفحص ما يقرب من 185 حسابًا، أصحابها من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا، وذلك في كل من كندا وأستراليا واسكتلندا.

وخلصت الدراسة إلى أن هذه التكنولوجيا المتطوِّرة لا تمثل ملاذًا دائمًا للرَّفاهية، وذلك من وجهة نظر الشباب أنفسهم. ولا شك أن الجميع يعلم مخاطر هذا التطوُّر الرَّقمي، فبالإضافة إلى انتهاكات الخصوصيَّة التي تقوم بها شركات التكنولوجيا العملاقة من خلال طرح هذه الحياة الرَّقمية لجميع الفئات العُمرية وخصوصًا فئة الشباب، فهناك عالم من العُزلة تفرضه البوَّابات الرَّقمية على الذين يدخلون إليها وينفصلون بشكل كامل عن باقي المجتمع.

وأوضح الشباب الذين تضمَّنتهم الدراسة أنهم يتركون لأجهزتهم التكنولوجية القيام بكثير من الأمور نيابةً عنهم. وأوضحوا أيضًا أنهم قلقون بشأن ما قد تفعله هذه الأجهزة للأطفال، وقال أحد الشباب “أرى أن التطبيقات ومنصَّات التواصل الاجتماعي مُوجَّهة بشكل خاص نحو فئتنا العُمرية، ويقصد بذلك فئة الشباب، ولا أعرف السَّبب في ذلك، ومن الواضح أنهم يُريدون إلحاق الضَّرر بنا، وأنهم يُريدون الحصول على مزيد من التَّابعين لهم والمستخدمين لتطبيقاتهم من فئتنا العُمرية، وذلك بالطَّبع من أجل مصلحتهم الشخصيَّة”.

0 Comments