بين الخيمة والركام.. "نازحو غزة" يواجهون أصعب قرار بعد الحرب.
"والله ما إحنا عارفين، نبقى في الخيم نازحين أحسن، ولا نرجع على أماكن بيوتنا المدمرة وننصب خيم هناك؟".. بهذه الكلمات عبّرت السيدة أم أشرف عمر عن مخاوفها التي تتقاسمها مع مئات العائلات النازحة في جنوبي قطاع غزة من فكرة العودة إلى شمال القطاع، في ظل الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، والمماطلة الواضحة في تنفيذ بنوده، إضافةً إلى الخشية من استئناف الحرب مجددًا كما حدث في أعقاب اتفاقي وقف النار في ديسمبر 2023م ويناير 2025م.
وتعيش "أم أشرف"، التي فقدت زوجها خلال الاجتياح الأخير لحي الزيتون، حالة من القلق والحيرة بين خيارين أحلاهما مرّ: إما العودة إلى منزلها المدمر شمال القطاع، أو البقاء نازحة في مدينة دير البلح داخل خيمة مهترئة لا تقيها وأطفالها الثمانية برد الشتاء وعواصفه القادمة. وتقول بأسى إن الخيمة بالكاد تصمد أمام الرياح، بينما وعود الاحتلال بتنفيذ التهدئة وإدخال الخيام والمساعدات الإنسانية لم تتحقق بعد، رغم أن ذلك من بنود الاتفاق المعلَنة رسميًا.
مخاوف العودة لشمال القطاع، لا تقتصر على "أم أشرف" وحدها، بل تمتد إلى مئات العائلات التي تنتظر بفارغ الصبر ضمانات حقيقية للأمان قبل العودة إلى مناطقها المدمرة في شمال غزة. وتخشى هذه العائلات من تكرار مشهد النزوح مرة أخرى إذا انهار اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة في ظل غياب خطط واضحة لإعادة الإعمار، واستمرار الدمار الواسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء..

0 Comments