مشروع الاخوان السري للنهوض بالاجندات الاسلاموية في دول العالم

تمويل الاخوان

من العوامل الأساسية اللازمة لتحقيق أهداف المشروع الاخواني تشكيل تحالفات مع القوى السياسية التقدمية فى الغرب، وبفضل هذه التحالفات يُمكنهم اكتساب الصبغة القانونية، والاستفادة من مواد القوانين التى تخدم مصالحهم. وبالتالي، فإن التفكير السائد والاعتبارات اللائقة سياسياً لما يُسمّى "النخب الغربية" هو دعم ضمنى لخطط "غزو الإخوان".

وبمطالعة المشهد، نجد إن نهوض الأجندات الإسلاموية من خلال تغلغلها فى قطاعاتٍ أساسية من المجتمع الغربى مستمر، رغم عدم التزام الجمعيات والمُقاتلين المُرتبطين بالإخوان بمبادئ الحرية والتسامح والمساواة بين الجنسين، والتى تتضمّنها الدساتير فى دول أوروبا وأمريكا الشمالية.

كما أن الجماعة الإرهابية عملت على تطبيق أسلوب جديد يشمل التخلى عن مشروع الجماعة العالمى ظاهرياً، مع الاحتفاظ بعلاقات داخلية سرية مع التنظيم، والتحلل من الخطاب الدينى القديم للجماعة، فضلا عن الاعتماد على جيل جديد من الأبناء، وكلهم أوروبيون، ثقافتهم مختلفة عن الجيل المؤسس، والآن يتقدمون فى الانتخابات، وأغلبهم فى أحزاب اليسار الاشتراكى وأحزاب الخضر، بل ووصلوا لبعض البرلمانات مثل هولندا والسويد وفرنسا وبريطانيا، وهم يركزون نشاطهم على خلق تحالفات سياسية بأوروبا تساعد على تنفيذ مشروعهم، سواء فى تنظيم الشبيبة الأوروبية، أو التنظيم النسوى، على سبيل المثال، الشبيبة فى السويد.

كما عملت أيضا على توظيف الأذرع الإعلامية المختلفة فى رسم صورة مثالية لجماعة الإخوان المسلمين، وتقديمها للمجتمعات الغربية باعتبارها تؤمن بالديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، وأنها تشكّل البديل الأمثل للحكم فى الدول العربية والإسلامية، وهذا يظهر بوضوح فى موقع جماعة الإخوان باللغة الإنجليزية الموجه للغرب، حيث يتحدث عن الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، ويسوّق للجماعة على أنها متماثلة مع القيم الديموقراطية الغربية، بينما يخاطب موقع الجماعة باللغة العربية الشعوب العربية بلغة مختلفة، بمفردات يطغى عليها التحريض على العنف والثورة ضد الأنظمة الحاكمة.

الحقيقة أن هذا التغلغل الإخوانى فى المجتمعات الغربية بات يثير قلق واشنطن والعديد من العواصم الأوروبية فى السنوات القليلة الماضية، فقد تصاعدت المخاوف من عملية "أخونة" تلك الدول، إذ شهدت القارة العجوز صحوة جديدة تضرب تياراتها جدران جمعيات الإخوان والتنظيمات الإرهابية.

حيث أدركت أن هذه الجماعة بأيديولوجيتها الفكرية وأنشطتها الغامضة تمثل خطراً كبيراً على أمنها واستقرارها بل ومرتكزات الدولة الوطنية فيها، ولهذا بدأت تتحرك لتحجيم نفوذها والحيلولة دون تهديدها للقيم الأوروبية التي تؤمن بالانفتاح والحوار والتعايش، خصوصا بعد تزايد المطالبات الدولية بتسليط الضوء على خطورة الجماعة عالميا.

0 Comments