الانشقاقات.. الخاصرة الهشة لتنظيم الإخوان المسلمين

تنظيم الإخوان المسلمين

لطالما استشهد رموز الإخوان وقياداتهم على مدى العقود الماضية، بمقولة مشتهرة لحسن البنا: (كم منا، وليس معنا)، كناية عن شعبية التنظيم الإرهابي المحظور، وتعاطف كثير من الناس معهم، غير أن الانشقاقات التنظيمية والتي بدأت في وقت مبكر من تاريخ الجماعة، تثبت أن المقولة الصحيحة هي: (كم معنا، وليس منا)؛ بسبب ثقل الشخصيات التي تترجل عن مسيرة الإخوان المسلمين.

والانشقاقات التنظيمية التي طالت جسد الإخوان كجماعة، لم تقتصر على الأفراد فحسب، بل وصل الأمر إلى انشقاق فصائل شكَّلت جماعات وأحزابًا، رأت خللًا منهجيًّا في الجماعة أو تخاذلًا عن تحقيق الأهداف والغايات؛ مثل “حزب التحرير” و”جماعة المسلمين” أو ما يطلق عليها “جماعة التكفير والهجرة، وغيرها.

وتكمن كارثية الانشقاق التنظيمي للأفراد عن الجماعة، حسب أهمية المنشق داخل الجماعة، والذي غالبًا ما يُدلي بمعلومات تكشف الجوانب المظلمة والمعماة داخل دهاليز التنظيم السياسي السري الأقدم والأبرز في العالم العربي؛ سواء بتفسير أحداث تاريخية غامضة وتحديد مسؤولية الجماعة عنها وعن التدبير لها، أو كشف اللوائح الداخلية السرية التي يقوم عليها التنظيم، كما حدث في قضية التنظيم السري، وكشف علي عشماوي لكل الدهاليز الخاصة به.

وحسب الفكر العقدي السني الذي ينتمي إليه الإخوان المسلمون، فإن الأدبيات السنية تميل إلى عدم القبول المطلق بتوبة المبتدع ابتداعًا عقديًّا، مخرجًا من الملة، حسب تعبيرهم، ويمكن سحب هذه النظرة على منشقي الإخوان المسلمين، الذين عهد عنهم استسهال الكذب والخداع في سبيل تحقيق الغايات، ولكن يبقى المعيار في أهمية المراجعات، والمعلومات التي يقدمها العضو المنشق عن الجماعة، أما الخلاف الناعم، وحفظ العشرة، كما حدث مع محمد حبيب، حينما عطله صقور مكتب الإرشاد عن تولي المرشدية، فهذا يتوخى منه الحذر والحيطة في أخذ المعلومة والرأي أو التحليل، حسب وجهة نظري.

ويمكن تصنيف المنشقين كأفراد عن الجماعة إلى عدة أصناف؛ فمنهم مَن انشق بسبب عدم تمكينه من بعض المناصب أو المصالح، ومنهم مَن فصل من الجماعة، ثم أصبح منشقًّا عنها، وكاشفًا لما يعلم من ألاعيبها، ومنهم مَن انشق بسبب الخلافات والتي غالبًا ما تكون على الأمور التكتيكية والخطط قصيرة المدى، لا الاستراتيجيات، والخطوط العريضة العامة للجماعة، وهذا منسحب على المجموعات التي تخرج دفعة واحدة، أو على الأفراد.

0 Comments