تطورات تكنولوجيا المعلومات ما بين الاستخدام السلمي و اللاسلمي

تكنولوجيا المعلومات


منحت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (داربا) التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عقداً لفريق بقيادة شركة "باتيل" لدفع البحوث المتطورة في هذا مجال تكنولوجيا المعلومات إلى عالم ما كان يعتبر سابقاً خيالاً علمياً ضمن برنامج "إن3" بحيث يتيح للجنود السيطرة والتحكم في عدد من المركبات غير المأهولة المسلحة (درون) أو تحريك الروبوت للقيام بمهمات محددة مثل التخلص من القنابل.

كما يجري العمل على نظام آمن وقادر على القراءة والكتابة إلى نقاط متعددة بالدماغ في وقت واحد بهدف إنتاج واجهة دماغ وكمبيوتر غير جراحية لأعضاء الخدمة العسكرية الأصحاء واستخدامها لأغراض تطبيقات الأمن القومي بحلول عام 2050، بحيث يمكن لجندي في القوات الخاصة على سبيل المثال استعمال واجهة الدماغ والكمبيوتر لإرسال وتسلم الأفكار والمعلومات مع جندي زميل له ومع قائد الوحدة، وهو شكل من أشكال الاتصال المباشر ثلاثي الاتجاهات من شأنه نقل التطورات الحاصلة في أماكن القتال لحظة بلحظة وبشكل فوري بما يحقق الاستجابة السريعة للتهديدات.

وتماثل هذه التصورات ما تقوم به شركة "نيورالينك"، وهي شركة شارك في تأسيسها إيلون ماسك، من تطوير وزرع أجهزة كمبيوتر دقيقة بأدمغة أشخاص أصحاء كي يتمكنوا من التواصل لا سلكياً مع أي شخص لديه جهاز كمبيوتر دقيق ومشابه مزروع في دماغه بالطريقة نفسها.

وبينما قد يكون جهاز واجهة الدماغ والكمبيوتر القابل للارتداء مناسباً لأغراض مثل الواقع المعزز والافتراضي أو الألعاب أو التحكم في روبوت صناعي، فإن زرع كمبيوتر دقيق للغاية يتم حقنه في مجرى الدم وتوجيهه بمغناطيس نحو الدماغ وربط أنسجة الدماغ به هو الأنسب للمرضى الذين يعانون الإعاقة الحركية أو فقد النطق، وكذلك يناسب أيضاً الجنود المقاتلين الأصحاء الذين يمكنهم التحكم في الأسلحة من مسافات تصل إلى آلاف الأميال باستخدام أفكارهم وحدها.

وعلاوة على ذلك يمكن أن يؤدي زرع نوع مشابه من الكمبيوتر في دماغ الجندي إلى إزالة خوفه وقلقه، مما يسمح له بتنفيذ المهمات القتالية بكفاءة أكبر، كما يمكن لجهاز مزود بنظام ذكاء اصطناعي أن يتحكم بشكل مباشر في سلوك الجندي من خلال التنبؤ بالخيارات القتالية التي يختارها في نفس لحظة حدوثها في ساحة المعركة.

مع ذلك، فإن الاعتبارات الأخلاقية لم تواكب التغير السريع الحاصل في التطور العلمي والتكنولوجي، وبينما ضغط علماء الأخلاق والمدافعون عنها من أجل مزيد من البحوث والدراسات الاستقصائية الأخلاقية في ما يتعلق بالتكنولوجيا العصبية الجديدة بشكل عام، فإنه لم يتم النظر بشكل كامل في عدد من القضايا العملية حول واجهات الدماغ والكمبيوتر.

0 Comments