الشمس والرياح والتكنولوجيا.. الطاقة النظيفة تغير النفوذ العالمي

الطاقة النظيفة

في غضون 15 عاما، سيتغير مشهد الطاقة العالمي تماما، فأي دولة لا تأخذ الطاقة الخضراء على محمل الجد التام، ستتخلف في النهاية عن الركب، ووفقا لما قاله أندرو "تويجي" فوريست، رئيس مجلس إدارة مجموعة فورتيسكيو للمعادن في سلسلة محاضرات تلفزيونية، "لا يمكننا الاستمرار في القيام بالأشياء بالطريقة التي اعتدنا عليها دائما، وإلا فسيصبح كوكبنا محمصا".  

لكن مع تغير و تطوير نظام الطاقة، ستتغير سياسات الطاقة أيضا، خلال معظم القرن الماضي، كانت القوة الجيوسياسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالوقود الأحفوري، لكن في عالم الطاقة النظيفة، ستظهر مجموعة جديدة من الرابحين والخاسرين، يرى بعضهم الأمر على أنه "سباق فضائي" للطاقة النظيفة، البلدان أو المناطق التي تتقن التكنولوجيا النظيفة، أو تصدر الطاقة الخضراء أو تستورد كميات أقل من الوقود الأحفوري، ستستفيد من النظام الجديد.

يقول أولافور راجنار جريمسون، الرئيس السابق لأيسلندا ورئيس "اللجنة العالمية للجغرافيا السياسية لتحويل الطاقة"، إن التحول إلى الطاقة النظيفة سيولد نوعا جديدا من السياسة.

ويضيف أن التحول يحدث "بشكل أسرع وأكثر شمولا مما توقعه أي شخص، في الوقت الذي يخرج فيه الوقود الأحفوري تدريجيا من نظام الطاقة فإن النموذج الجيوسياسي القديم لمراكز القوة التي تهيمن على العلاقات بين الدول سيصبح بائدا".

فيما يقول ثيجس فان دي جراف، الأستاذ المساعد في جامعة جنت والمؤلف الرئيسي لتقرير مؤثر عام 2019 من "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" Irena: "كثير من أدوات التحكم (القديمة)، ستتبدد وتتلاشى ببساطة"، ويضيف: "هذه كوكبة جديدة تماما، هناك فئة جديدة من مصدري الطاقة قد تظهر على الساحة العالمية".

في غضون بضعة أشهر، ستنتهي النرويج والمملكة المتحدة من بناء أطول كابل كهربائي تحت سطح البحر في العالم، هو "وصلة بحر الشمال" The North Sea Link. يمر الجانب النرويجي من الكابل عبر الجبال المغطاة بالثلوج وبحيرة عميقة، ثم تحت الماء لنحو 720 كيلومترا عبر بحر الشمال إلى أن يصل للمملكة المتحدة.

وستكون وصلة بحر الشمال سابع خط ربط تحت البحر في النرويج، ما يسمح للبلاد بتصدير الطاقة الكهرومائية الوفيرة إلى جيرانها.

يقول آوكه لونت، الرئيس التنفيذي لشركة شتاتنت Statnett، شركة الكهرباء الحكومية النرويجية، "الكهرباء الرخيصة يمكن أن تخدم احتياجاتنا من الطاقة في المستقبل، سواء في الشاحنات أو السيارات أو التدفئة المنزلية، فإن استخدام الكهرباء آخذ في الارتفاع منذ الآن".

وأضاف الكهرباء توفر نحو 20% من الطاقة اليوم، وسيتعين عليه أن يرتفع إلى 50% بحلول 2050، إذا أرادت البلدان الوفاء بالتزاماتها المناخية، وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

يضيف لونت: "نظامنا العالمي قائم على النفط لكن هذا يتغير الآن"، مضيفا "في الوقت الذي ننتقل فيه من الكربون (الوقود الأحفوري) إلى الإلكترونات، سيكون لدينا نظام عالمي يكون فيه الإلكترون أكثر أهمية من الكربون".

0 Comments