العنصرية ظاهرة تاريخية فى أمريكا

العنصرية فى أمريكا

مرت قرون عديدة على الحقبات المظلمة فى تاريخ البشرية التى انتهكت فيها الحقوق الحريات وسادت فيها العبودية والتمييز العنصرى بين "البيض" و"السود"، إلا أن العنصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية تظل ظاهرة تاريخية معقدة تأبى أن تنتهى رغم الحركات المدنية التى ناضلت لإنهاء التمييز والفصل العنصرى منذ الفترة التى تلت الحقبة الاستعمارية والتوسعية للأمم، فى مطلع القرن التاسع عشر، وحتى ستينيات القرن العشرين، والتى كان أبرز روادها "مارتن لوثر كينج"، و"روزا باركس".

ورغم الإنجازات التى حققها رواد الحركة المدنية للقضاء على التمييز والفصل العنصرى فى المجتمع الأمريكى، الواقع على الأمريكيين الأفارقة – أى الأمريكيين من أصول أفريقية – والذين منحوا حقوقًا مدنية مساوية للمواطنين البيض بموجب قانون الحقوق المدنية الصادر فى العام 1965، إلا أن التمييز والعنصرية مازالا قابعين فى نفوس المواطنين "البيض" بالولايات المتحدة والذى يظهر جليًا فى حوادث القتل المتكررة لشباب سود، خاصة على يد رجال الشرطة.

وفى هذا الصدد، قتل شاب أسود فى السادسة والعشرين من عمره، بحوالى 20 رصاصة اطلقها رجال شرطة على موقف للسيارات لسوبر ماركت فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وذلك حسبما أعلنت السلطات ومحاميه، اليوم الأربعاء.

وكان "ديانتى ياربر" - بدون سلاح - يقود سيارة أثناء ركنها فى موقف متجر وولمارت فى بارستو على بعد 185 كم شمال شرق لوس أنجلوس، وقال لى ميريت، محامى ياربر، إن السيارة كانت تقل 4 ركاب، بينهم شابة فى السادسة والعشرين من عمرها، تدعى ماريانا تافويا، جالسة فى المقعد الخلفى، وقد جرحت ونقلت إلى المستشفى، وهى حاليًا فى مرحلة النقاهة، وأضاف أن رجال الشرطة أطلقوا 30 رصاصة أصابت 20 شخصًا منها "ياربر" الذى لقى حتفه فى الحادث الذى وقع فى الخامس من أبريل، وينوى المحامى رفع دعوى على الشرطة خلال الأسبوع الجارى باسم عائلة ياربر، الذى كان أبًا لثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين سنة و9 سنوات.

وواقعة قتل الشاب الأسود "ديانتى ياربر"، تعيد إلى الذاكرة واقعة مماثلة فى الماضى القريب، وتحديدًا خلال شهر مارس الماضى، حيث هزت ولاية كاليفورنيا الأمريكية، احتجاجات واسعة بعد مقتل شاب أسود أعزل على يد الشرطة الأمريكية فى سكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا، ونزل المحتجون إلى الشوارع وأغلقوا طرفى طريق سريع أساسى، وذلك بعد مشاركة أعداد كبيرة منهم، فى جنازة الشاب الأسود ستيفون كلارك، الذى قتل برصاص الشرطة فى ساكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا، ولم يكن مسلحًا، وتحولت الجنازة فيما بعد إلى مسيرة حاشدة ضد عنف الشرطة الأمريكية.

وفى تلك القضية، أثار تسجيل مصور يظهر شرطيين وهما يطلقان وابلا من الأعيرة النارية على شاب أسود أعزل فى سكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا، حيث قالت الشرطة، إن الفيديو الذى صورته الكاميرات التى كانت مثبتة بملابس الشرطيين خلال المواجهة التى دارت،  أظهرت القتيل ستيفون كلارك، البالغ من العمر 22 عاما، وهو يمسك شيئا تبين فيما بعد أنه هاتف محمول، بينما أطلق الشرطيان عليه 20 عيارا ناريا.

0 Comments