الكورونا تعيد ترتيب اقتصاد العالم

الكورونا تعيد ترتيب اقتصاد العالم


بسبب جائحة الكورونا التى يمر بها العالم قال خبراء اقتصاد إن التراجع المرتقب في معدلات نمو الاقتصاد العالمي نتيجة فيروس كورونا المستجد, ستتباين تداعياته من منطقة جغرافية إلى أخرى حسب البنية الاقتصادية.
وأوضح الخبراء أن هذه التداعيات الاقتصادية ستتم ترجمتها في صورة ارتفاع مؤشر البطالة وانخفاض الطلب الذي سينعكس على تباين مؤشرات التضخم من منطقة لأخرى.
وأشار الخبراء إلى أن تباطؤ النمو الذي يمكن أن ينتقل في مرحلة لاحقة إلى ركود حسب تقديرات البنك الدولي، سيصيب بالدرجة الأولى قطاعات السياحة والنقل والضيافة والعقارات والصناعة والبنوك والخدمات المالية.
ولكن على الجهة الأخرى تستفيد جيدا من الأزمة قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والأدوية وكيانات تصنيع الأجهزة الطبية، في حين أن الزراعة تواجه بعض القيود. 
وبحسب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، الإثنين، فإن انتشار فيروس كورونا سيدفع العالم إلى ركود اقتصادي هو الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. 
وقال ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، إن من المتوقع أن تؤدي جائحة كوفيد-19 الآخذة في الانتشار بشكل سريع إلى ركود عالمي ضخم, من المرجح أن يلحق أكبر ضرر بالدول الفقيرة والضعيفة، مضيفا: "نعتزم الرد بقوة وبشكل واسع ببرامج دعم لا سيما للدول الفقيرة".
وأوضح أن هذه التأثيرات الاقتصادية سوف تختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى، وفقا لمعايير البنية الاقتصادية لكل منطقة,, إذ إن البيانات الحالية تظهر أن الأزمة تتركز بشكل رئيسي الآن في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية, وهي المناطق المعرضة للانكماش الاقتصادي في 2020.
وتابع: "في حين أن أسواق شرق آسيا لا سيما الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة ستواجه تباطؤا في النمو فقط، دون الوصول إلى مرحلة الانكماش، نظرا لاستمرار عمليات الإنتاج ووجود طلب محلي, وهو أمر ينطبق نسبيا على أسواق أوروبا الشرقية وبعض الأسواق الناشئة".

قطاعات متضررة

وعلى صعيد القطاعات الأكثر تأثرا بجائحة كورونا, قال ياسر عمارةـ رئيس شركة إيجل للاستشارات المالية في مصر، إن قطاع السياحة هو الأكثر تضررا على مستوى العالم بسبب توقف حركة التنقل بين الدول.
وقدر المجلس العالمي للسفر الخسارة التي ستتسبب فيها الجائحة بقيمة 2.1 تريليون من الناتج الإجمالي العالمي، مع خسارة 75 مليون وظيفة في صناعة السياحة العالمية.
وأشار إلى أنه بالتبعية سيتعرض قطاعا الطيران المدني والضيافة إلى خسائر نتيجة انهيار السياحة سواء الخارجية أو الداخلية بكل دولة.
ورجحت منظمة الطيران العالمية (IATA) عدم عودة صناعة الطيران في العالم إلى نشاطها الكامل قبل الربع الأخير من عام 2021، مشيرة إلى أن خسائر شركات الطيران على مستوى العالم بلغت 35 مليار دولار بسبب التذاكر الملغاة وإلغاء الحجوزات للمسافرين.
ولفت عمارة إلى أن العملاء يفضلون هذه الفترة الاحتفاظ بالسيولة ما يؤثر بالسلب على قطاعات العقارات والخدمات المالية والتجزئة والسيارات، فضلاً عن تباطؤ نشاط النفط والغاز الطبيعي في ظل التراجع الحاد في الأسعار العالمية.
فيما رشح 3 قطاعات رئيسية تخرج فائزة من الأزمة الراهنة، على رأسها القطاع الصحي بمفهومه الواسع سواء شركات تصنيع الأدوية أو الأجهزة والمستلزمات الطبية أو مؤسسات الرعاية الصحية، نظرا لأن هناك تغيرا سيحدث في مفهوم الاستثمار في هذا القطاع الذي تجلى مدى أهميته في مواجهة الأزمات الاقتصادية.

0 Comments