تحليل كل أسبوعين تصعيد: مامصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة..؟

غزة

 

تحليل كل أسبوعين تصعيد: مامصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة..؟


قرابة 350 شهيد ارتقوا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 9 أكتوبر 2025، في خروقات لجيش العدو، سواء بالقصف والتدمير والنسف والتقدم نحو مناطق أبعد من حدود ما تسمى الخط الفاصل.

وشهد قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار، أكثر من تصعيد عسكري، حيث شنت عدواناً على قطاع غزة، ارتقى في أول مرة 50 شهيد، فيما ارتقى 100 في التصعيد الثاني، ليواصل خرقه للاتفاق بتصعيد ثالث راح ضحيته 25 شهيداً جلهم من النساء والأطفال.

ولا يتوقف خرق الاتفاق عند القصف والقتل، بل يواصل خرقه بنسف منازل ومباني المواطنين المتواصلة كل ليلة، كما نقل جيش الاحتلال الخط الأصفر ٣٠٠ متر باتجاه منازل المواطنين شرق غزة تحديداً الأمر الذي أجبر مئات المواطنين على النزوح تحت وقع إطلاق النار.

الكاتب ولمحلل السياسي د. مصطفى اللداوي، رأى أن رئيس الوزراءو تحدى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي وقادة دول العالم، وخرق الاتفاق أكثر من مرة، واختلق المبررات الواهية الكاذبة لبرير خروقاته، وتشريع عدوانه، والتأسيس لاستمرار العمليات العسكرية في ظل الاتفاق.

وأشار في حديث لمراسلة ، إلى أن رئيس الوزراء يسعى لتكريس صورة جديدة في غزة تشبه آلية عمله في جنوب لبنان، إذ لم توقف هدنة يوم 27 نوفمبر من العام 2024 عملياته العسكرية العدوانية على لبنان عامةً وحزب الله خاصةً، إذ نفذ على امتداد الأراضي اللبنانية على مدى عامٍ كاملٍ مئات الخروقات، وقتل ما يقارب من 400 مواطنٍ لبناني، اغتيالاً مقصوداً وقتلاً عمداً، دون مراعاةٍ لمدنيين وأطفالٍ ونساءٍ وعامة الناس.

وبين د. اللدواي، أن عمليات جيش العدو في قطاع غزة لا تبدو خروقاتٍ للاتفاق، أو ردود فعلٍ على ما يدعيه بأنها عمليات مقاومة ضد عناصر جيشه، أو أنها عمليات وقائية استباقية مشروعة للدفاع عن جنوده ومقار جيشه المنتشرة في أنحاء متفرقة من المنطقة الصفراء شرق قطاع غزة، لإجهاض أي عملياتٍ متوقعة وتحييد منفذيها ومنظميها والمشرفين عليها، بقدر ما هي استمرار حقيقي للحرب على قطاع غزة، ومواصلة عملية وقحة للعدوان، ومحاولة لتأكيد تفوق وسيادة جيشه في المنطقة، وإصراره على تنفيذ الأهداف التي أعلن على مدار عامين من عمر حربه على غزة، والتي تمثلت في استعادة الأسرى بالقوة وقد فشل، وفي نزع سلاح المقاومة وسيفشل، وفي تهجير الفلسطينيين وقد فشل، وفي فرض نظامٍ حكمٍ تابعٍ له وعميل وسيفشل.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، أن المجازر  الأخيرة لم تكن الأولى ولا الوحيدة التي يقترفها بحق أهل غزة بعد إعلان الاتفاق حيز التنفيذ، فقد قتل فعلاً خلف الخط الأصفر، وفي المساحة الضيقة جداً التي يقتطعون منها يومياً أجزاءً جديدة يضيفونها إلى المنطقة الصفراء، ويطردون من فيها ويحشرونهم مع قرابة مليوني نازحٍ آخر، حتى اليوم مئات الشهداء الفلسطينيين في غاراتٍ وحشيةٍ عامة، وفي استهدافاتٍ مقصودة وعمليات اغتيالٍ مختارة، ما يعني أن عدوانه ما زال مستمراً، ومنهجه في القتل والإبادة ما زال ماضياً.

وأفاد د. اللداوي، أن استمرار العدوان على قطاع غزة، وخروقاته الدائمة للاتفاق، لا يقتصر على الغارات الجوية والقصف المدفعي بالدبابات والمدافع، بل أخذت خروقاته أشكالاً عديدة تخالف كلها بنود الاتفاقية وتنتهك شروطها، وتحرج الضامنين لها والشاهدين عليها، وتؤكد أن حربه على قطاع غزة ما زالت مستمرة.

ولفت إلى أن خروقات الجيش  تتواصل بعلم الإدارة الأمريكية التي تراقب وحدتها العسكرية أداء جيش العدو في غزة، وترصد مخابراتها وأجهزتها الأمنية والعسكرية كل ما يجري في القطاع، وتتابع أخبار الفلسطينيين والصور التي ينشرونها، والبيانات التي يقدمونها، والتي تثبت أن الحرب  على غزة لم تنتهِ، وأن عملياتها القتالية لم تتوقف.

وبين، أن الإدارة الأمريكية والضامنون يعلمون أن ادعاءات حكومة الكيان الإسرائيلية باطلة، وأن معلوماتها كاذبة، فجيشها لا يتعرض لعمليات إطلاق نار، وقواتها المتمركزة في المنطقة الصفراء والمحتشدة على طول الحدود الشرقية للقطاع لا تتعرض للخطر، ورغم ذلك فإن جيش العدو يواصل عدوانه بأشكال مختلفة، قصفاً وتدميراً، وقتلاً وترويعاً، وطائراته المسيرة لا تتوقف عن التحليق فوق مناطق القطاع المختلفة.

"وفي الوقت نفسه يصر على استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر وعدم فتحه، وعدم السماح لقوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية وشاحنات الدواء والغذاء والخيام والوقود وغاز الطهي بالعبور إلى قطاع غزة، فضلاً عن السماح لها بالتوجه شمالاً نحو مدينة غزة ومخيمات الشاطئ وجباليا، وبلدات جباليا وبيت حانون وأحياء مدينة غزة المختلفة." يضيف د. اللداوي

وتابع:" ليس هناك أدنى شك بأن نتنياهو وحكومته لا يريدون وقف حربهم على قطاع غزة، ويرفضون الالتزام ببنود الاتفاق، ويتحدون العالم كله، ويقفون في وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويتحدون إدارته، ويتجاهلون الوسطاء الدوليين ويحرجون الدول الضامنة، ولا يملون من اختلاق الذرائع وخلق المبررات وارتكاب الجرائم والمجازر، ومواصلة حرب الإبادة والتهجير، ليقنعوا دول العالم كذباً وافتراءً أنهم يدافعون عن أنفسهم، ويحمون جنودهم".

ورأى المحلل السياسي، أن هذا الأمر يفرض على كل الذين اجتمعوا في شرم الشيخ، مضيفين ورعاةً، وضامنين وشهوداً، أن يبطلوا ادعاءات حكومة العدو ويلزمها بالاتفاق، وأن يضغطوا عليها لاحترام المواثيق ووقف الحرب والكف عن العدوان.

0 Comments