مائتا صفحة من وجع ودم.. الكاتبة "أبو النصر" تُخلّد ذكرى استشهاد 150 من عائلتها بـ "كتاب"

الكاتبة ابو النصر

 

مائتا صفحة من وجع ودم.. الكاتبة "أبو النصر" تُخلّد ذكرى استشهاد 150 من عائلتها بـ "كتاب"

مع كل حرف خطته بقلمها، تنغمر دموعها على وجهها، وتسمع زوايا خيمتها وركام بيتها "آهاتها"، هي أشهر وذكريات من "وجع" عايشتها الكاتبة أية أبو النصر، حين خلّدت ذكرى شهداء عائلتها الـ 150 ضمن كتاب ألفته مكون من مئاتي صفحة، بعدما ارتقوا إلى العلياء عقب باغتهم صاروخ حاقد في أولى أيام حرب الإبادة على غزة، لتروي للعالم أهوال ما تعرض له أهالي القطاع.

"في غزة، نجا من مات، ومات من نجا"، هي ليست مجرد كلمات، أو محض عنوان لـ "كتاب" ألفته، بل إن الكاتبة أبو نصر ابنة بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، عايشت وجع تلك الكلمات ثانية بثانية، بعدما فقدت والدها وأخوتها وأخواتها، وأكثر من مائة فرد من عائلتها إثر قصف الطائرات  لمنزلهم الذي كان يؤوي 200 فرد، وحول غالبيتهم إلى أشلاء.

"أبو النصر" كادت أن تكون إحدى الشهداء بعدما قصف منزلهم، لكّنها نجت رفقة والدتها، بعد أن خرجت من المنزل قبل دقائق معدودة لتقدم واجب العزاء بارتقاء ابن شقيقتها في وقت سابق، ولم تكن تعلم أن تلك الخطوات كانت لنجاتها.

تقول الكاتبة أية: "إن فقدت 150 شخصاً من عائلتها مرة واحدة، من ضمنهم أشقائي الخمسة بأزواجهم وأولادهم، وأولاد خالي جميعهم، وعمي وأولاده الستة، وعمتي أولادها وزوجاتهم وأحفادها، ما يؤلمني أنهم ارتقوا وأنا ما زلت على قيد الحياة، أتوجع لفقدهم".

 في طريق توجهها لبيت شقيقتها لتعزيها بارتقاء نجلها، أتاها اتصال إحدى قريباتها تُخبرها بالفاجعة التي تعرضت لها العائلة، وارتقاء كل من كان يقطن أو ينزح في المنزل الذي دمره صاروخ حاقد.


0 Comments