*الإخوان.. خطر لا يزال قائمًا رغم انكشاف الخطاب وتراجع الحضور
رغم ما شهدته السنوات الأخيرة من تراجع ملحوظ في الحضور السياسي العلني لجماعة الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية، إلا أن التنظيم لم يختفِ فعليًا، بل أعاد تموضعه وتكيّف مع المتغيرات من خلال التحرك في الخفاء، والاستفادة من أذرعه النائمة، التي تتوارى تحت عناوين دينية أو خيرية أو حتى سياسية، في محاولة للالتفاف على رقابة السلطات.
لقد انكشف الخطاب المزدوج للجماعة في أكثر من محطة، وظهرت الفجوة بين ما ترفعه من شعارات مثالية، وما تمارسه على الأرض من دعم لأجندات تخريبية، وتعاون مع أطراف تعمل على زعزعة استقرار الدول من الداخل ومع ذلك، فإن الجماعة لا تزال قادرة على التحرك ضمن بيئات معينة، خصوصًا تلك التي لم تُحسم فيها المواجهة الفكرية والأمنية مع هذا التنظيم بشكل جذري.
إعلان السلطات الأردنية مؤخرًا عن تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بالإخوان، يعيد تسليط الضوء على حقيقة الخطر الكامن في هذه الجماعة، التي تتغذى على الفكر المتطرف، وتستثمر في الفوضى، وتعمل بصمت حين لا تسمح الظروف بالظهور المباشر. الخلية التي تم ضبطها ليست حالة معزولة، بل مؤشر واضح على أن التنظيم لا يزال يحتفظ بشبكات نائمة، وخطط بديلة، وينتظر اللحظة المناسبة للتحرك.
ما يضاعف من خطورة الإخوان هو قدرتهم على التلون، واستخدام الدين كغطاء ناعم يخفي تحته مشروعًا سياسيًا متطرفًا. كما أن اختراقهم لمجتمعات مدنية، ومؤسسات خيرية، وحتى بعض الأحزاب السياسية، يسمح لهم بإعادة إنتاج وجودهم بشكل غير مباشر.
0 Comments