أصبح تنظيم الإخوان المسلمين السري كيانا هشا ومقسما، وهو الذي زعم ذات يوم أنه الكيان الأكثر نفوذا بين دول العالم دون أن يكون لديه دولة. إذ تمكن لفترة من تطوير شبكة دولية، تحولت إلى كيان ملهم لجماعات إرهابية ومتطرفة عدة، إلا أن زج المئات من أعضاء التنظيم الإرهابي في السجون، أضعفه، بحسب ما أفادت صحيفة فايننشال تايمز.
كما أشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928، واستفزت طوال فترة وجودها عداء من الأوتوقراطيين خوفًا من أن تمثل قوتها التنظيمية تهديدًا خطيراً لنظم الحكم، تراجعت.
ونقل مرال الصحيفة البريطانية عن وضاح خنفر، مؤسس مركز أبحاث منتدى الشرق قوله : "إذا جلست مع أي عضو في جماعة الإخوان المسلمين الآن ستجد أنهم يحاولون إيجاد مخرج".
واضاف خنفر الذي يتبنى مركزه للأبحاث برنامجا عن الإسلام السياسي: "هناك ملايين الأسئلة، ولكن لا توجد إجابات حول نظرية الإسلام السياسي نفسه. لقد مرت 100 عام على تأسيس حسن البنا لهذه المنظمة. ولكن هل ما زال من الصحيح تبني مفهوم يسمى بالإسلام السياسي؟".
وفيما يعد اعترافا بفشل تجربة الإخوان وحالة اليأس بين كوادرها الشبابية، قال خنفر إن المناقشات المماثلة حول مستقبل الإسلام السياسي "تحدث في كل مكان". وأضاف أن "الأعضاء في كل حركة إسلامية يجلسون معًا ويتم طرح مثل هذا النوع من الأسئلة بين الشباب بشكل قوي".
وأضأف إنغلاند " أن جماعة مثل الإخوان سبق أن عاشت التجربة الديمقراطية، عندما حصلت على معظم المقاعد في الانتخابات البرلمانية، وفاز محمد مرسي، أحد قياداتها، بمقعد الرئاسة - بأغلبية ضئيلة – ليتذوق الإخوان طعم السلطة لأول مرة في تاريخهم. لكن قيادات التنظيم أثبتوا فشلهم وانقسامهم، مما جرهم إلى مواجهة مقاومة من مؤسسات الدولة، وفشلوا أيضًا في تكوين تحالفات مع قوى المعارضة، بل أعلن مرسي أن قراراته فوق القانون، موحداً صفوف جميع أعدائه ضده، سواء من العلمانيين الشباب، الذين كانوا في طليعة ثورة 2011، ووصولا حتى إلى فلول النظام القديم."
من جهته، قال فيكتور ويلي، باحث أكاديمي، من المقرر أن ينشر في العام القادم كتابه "المحنة الرابعة: تاريخ مجتمع الإخوان المسلمين في مصر"، إن القيادة المنفية للإخوان ليس لديها سيطرة تذكر على أعضاء التنظيم في الداخل بمصر. وأضاف أن جماعة الإخوان تعمل في الواقع كمنظمة مستقلة، بقيادة مكونة من 11 عضوًا.
وتابع: "لكن ما لمسته في مصر، يعاني التنظيم من اضطراب شديد، ويفتقر بشدة إلى أنشطة منظمة أو تسلسل قيادة حقيقي". إن هناك نقصا في التنظيم، وانعداما للرؤية والاستراتيجية في ظل غياب أي أجندة سياسية حقيقية".
0 Comments