التغير المناخي.. كيف تستطيع الدول النامية مواجهة تحديات خفض الانبعاثات؟

التغير المناخي


بينما تطلق الاقتصادات الصناعية الكبرى غاز الكربون الكثيفة، تتحمل البلدان النامية نتائج ذلك وتواجه موجات الجفاف والأعاصير والفيضانات، إذ تُسهم السياسات غير المدروسة التي تتبعها الدول الغنية في عرقلة نمو الدول الفقيرة ولا تجدي نفعًا في معالجة التغير المناخي.

وعلى الرغم من أن أفقر 64 دولة -موطن ما يقرب من ربع سكان العالم- ليست في عِداد المساهمين الرئيسين في انبعاثات الكربون، فإن من المحتمل أن تبقى الأمور على هذه الحال لبعض الوقت.

ويُعدّ النمو الاقتصادي -الذي يشمل الحصول على الطاقة، بالنسبة إلى هذه البلدان الفقيرة- أمرًا ضروريًا للحد من الفقر، وربما يصبح أهم طريقة لبناء القدرة على الصمود في وجه التغير المناخي، حسب ما نشره موقع مركز الأبحاث البيئية "ذا بريك ثرو" في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

جاء ذلك في مقال بعنوان "فليأكلوا الكربون" للخبيرة في مجال التنمية الاقتصادية والبنية التحتية للطاقة، فيجايارا ماشندران، والمدير المشارك في مبادرة مختبر الابتكار التنموي "ديفلوبمنت إنوفيشن لاب" بجامعة شيكاغو في الولاية المتحدة الأميركية، آرثر بيكر.

ويرى كاتبا المقال أن التمويل المنخفض التكلفة من مصارف التنمية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي يُعدّ أمرًا أساسيًا في تعزيز التنمية في البلدان الفقيرة.

وتُجدر الإشارة إلى أن هذه المصارف ركزت على ربط التمويل بالتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره، في السنوات الأخيرة، وقد يجبر التمويل غير المدروس البلدان الفقيرة على اتخاذ خيارات سيئة أو باهظة الثمن لا تساعد مواطنيها ولا تحمي الكوكب من تداعيات التغير المناخي.

قال الخبيران في مجال التنمية الاقتصادية والبنية التحتية للطاقة فيجايارا ماشندران، وآرثر بيكر: إن الفقر لا يزال يُعدّ كارثة عالمية، إذ يعيش أكثر من 700 مليون على أقل من 1.90 دولارًا يوميًا، ويعيش أكثر من 3 مليارات على أقل من 5.50 دولارًا.

وأشار الخبيران -اللذان نشرا مقالًا بعنوان "فليأكلوا الكربون" على موقع مركز الأبحاث البيئية "ذا بريك ثرو"- إلى أن 5 ملايين طفل دون سن الـ5 يموتون سنويًا نتيجة إصابتهم بأمراض يمكن الوقاية منها، وأن 250 مليون طفل محرومون من التعليم والذهاب إلى المدارس.

وأوضحا أن نحو 700 مليون شخص يعانون نقص التغذية المزمن؛ وهو رقم قد زاد على الأرجح خلال تفشي جائحة كورونا الحالية.

0 Comments