متشككون في ظاهرة الاحتباس الحراري يطعنون بطروحاتهم

ظاهرة الاحتباس الحراري

أمضى أحد أبرز الفيزيائيين المتشككين في ظاهرة الاحتباس الحراري نحو عامين في محاولة لدحض ظاهرة الاحتباس الحراري، ليثبت للعالم أن علماء المناخ على خطأ، بيد أن النتائج التي خرج بها دحضت نظريته المشككة بمشكلة التغير المناخي، فدرجات الحرارة في ارتفاع متسارع. والطريف أن ممول دراسته، مؤسسة مرتبطة مع منكري ظاهرة الاحتباس الحراري.

ومن النتائج التي توصل إليها الفيزيائي ريتشارد موللر أن درجة حرارة الأرض أعلى بـ1.6 درجة، مما كانت عليه في الخمسينيات من القرن الماضي، وهذه الأرقام التي اعترف بها موللر الذي يعمل في جامعة كاليفورنيا، ومختبر بيركلي ولورانس بيركلي الوطني، تتطابق مع تلك التي نشرتها إدارة المحيطات والغلاف الجوي القومي ووكالة ناسا.

وبين موللر أنه ذهب إلى أبعد من ذلك، وقام بدراسة قراءات كل من بنيامين فرانكلين وتوماس جيفرسون. أما الحقائق التي اكتشفها وأعلن عنها في مؤتمر صحفي أمس، فلا تختلف عما كان علماء المناخ يحذرون منه منذ عقود.

بيد أن ما هو مختلف هذه المرة، هو الرجل الذي يقف وراء هذه الدراسة والتمويل؛ إذ إن ربع الـ6 ملايين دولار؛ قيمة تمويل هذه الدراسة، جاء من مؤسسة تشارلز كوتش، التي تدعم كل الذين ينكرون ويدحضون صحة المعلومات حول ظاهرة الاحتباس الحراري، ومؤسسة كوتش براذرز تشارلز وديفيد التي تملك شركة كبيرة خاصة معنية بقطاع النفط والصناعات الأخرى، وتنتج كمية كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة.

وقام موللر وفريقه باختيار انتقادين رئيسيين يجادل فيهما المتشككين بالظاهرة؛ أولهما أن محطات الطقس لا يمكن التعويل عليها، والثاني أن هنالك مدنا حارة تحرف تحليل درجات الحرارة.

وقال موللر في مقابلة لصحيفة الواشنطن بوست عبر الهاتف “المتشككون، أثاروا نقطة صحيحة، فالجميع كان ينبغي عليهم أن يكونوا من المتشككين قبل نحو عامين”، مضيفا “الآن لدينا ثقة من نتائج الدراسة، لأنها تمت من دون تحيز أو دوافع خفية”، على حد تعبيره.

وقال موللر إنه أجرى الدراسة، لأنه كان متشككا، ويقول إن كل عالم يجب أن يتحلى بهذه الصفة والدراسات تأتي للدحض أو الإثبات، وهذا ما يفعله العلماء بشكل يومي.
وكتب موللر في افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال “الآن لم يعد هنالك سبب للشك حول ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة بشكل مطرد”.

بيد أن موللر لم يوضح في دراسته سبب الاحتباس الحراري؛ فالغالبية العظمى من علماء المناخ تقول إنها من صنع الإنسان الناجم عن حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط. كما لم يدرس موللر ارتفاع حرارة المحيطات، ولم يبين النتائج التي قد تنجم والأخطار التي قد يتعرض لها البشر جراء التغير المناخي.

ولكن ذكر موللر أنه لمن المنطقي الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الوقود الأحفوري. وقال “غازات الاحتباس الحراري، يمكن أن يكون لها أثر مدمر على العالم”.

0 Comments