التعليم عن بُعد.. مشكلة تلد أخرى

التعليم عن بُعد

عقب انطلاق تجربة التعليم عن بُعد في مدارس التعليم الخاص الأسبوع الماضي، وتبيان صعوبة التعاطي معها من قبل المعلم والمتعلم والأسرة على مختلف الصعد، عدّد تربويون ومتخصصون مثالب العملية التعليمية في التعليم عن بُعد، الذي لا يعدو كونه «تعليم ضرورة» بسبب جائحة «كورونا».

وكشف المتخصصون لـ القبس عن مثالب متنوعة تكتنف التدريس بهذه الآلية فـ«بعض الطلبة ينشغلون عن متابعة المعلم وينامون أثناء الحصة»، كما أن «ابتعاد المتعلم عن المدرسة يفقده الشعور بأهمية النظام التعليمي وهيبته»، علاوة على «انعدام البيئة الدراسية وافتقاد التجارب الحية والإجهاد النفسي الذي يصيب الطالب والمعلم ويؤرّق الأسرة».

ونظراً إلى افتقاد كثير من المعلمين والمتعلمين الخبرة الكافية في التعليم الإلكتروني، فقد طفا على السطح ما يهدّد مصداقية تقييم الطلبة بسبب «تعذّر مراقبة الغشاشين وصعوبة المتابعة»، الأمر الذي رفع أصواتاً عدة مطالبة بالتحرّك الجاد من قبل المسؤولين عنه لرتق الفتق الذي بدا في تلك التجربة بالجمع بين النظامين الإلكتروني والتقليدي، في إطار ما يُعرف بــ«التعليم المدمج».

بات التعليم الإلكتروني عن بعد يمثل هاجساً كبيراً لدى عناصر العملية التعليمية، بدءاً من المعلمين والطلبة، مروراً بأولياء الأمور وانتهاءاً بالإدارات المدرسية، لا سيما بعد ردود الأفعال التي أعقبت انطلاق التجربة في مدارس التعليم الخاص الأسبوع الماضي، وتبيان مدى صعوبة التعايش والتعاطي معها من قبل الأسر على مختلف الصعد.

وتواجه التجربة الأولى من نوعها جملة من المشاكل تنذر بفشل هذا النوع من التعليم، على رأسها أن التحصيل العلمي للطلبة بالتعليم عن بُعد ضعيف جدّاً، مقارنة بنظام التعليم التقليدي، إضافة إلى أن بُعد المتعلم عن المدرسة وتلقيه الدروس عن بعد يفقدانه الشعور بالهيبة والنظام المعتاد في الدوام المدرسي، فضلاً عن فقدان العدالة في تقييم المتعلمين، وانخفاض مستوى الإبداع والابتكار والتطوير، وغير ذلك من التحديات التي تتطلب الجمع بين النظامين الالكتروني والتقليدي عبر إقرار «التعليم المدمج» المطبّق في كثير من الدول، خليجيا وعالميا.

القبس استشفّت من موجهين فنيين ومتخصصين وتربويين أبرز الملاحظات التي شابت تطبيق نظام التعليم عن بُعد في المدارس الخاصة، فجاء في مقدمتها انعدام البيئة الدراسية التفاعلية التي ترفع من أداء المعلم واستجابة الطالب، واقتصار المادة العلمية غالباً على الجانب النظري وافتقاد التجارب الحية، خصوصا في المواد العلمية إضافة إلى إجهاد المعلم بدنياً ونفسياً بسبب ما يقضيه من وقت أمام الأجهزة الالكترونية في إعداد مادته ثم في عرضها ومتابعة الأنشطة والواجبات والتقارير.

0 Comments