تأخر هطول الأمطار يؤثر على مردود الزراعة البعلية

 



قام المهندس الزراعي محمد نمر بالتحذير من مفارجة من التأثير السلبي لاستمرار انحباس الامطار على المحاصيل الزراعية الموسمية والأشجار المثمرة. جاء ذلك بينما اكد مدير الارصاد الجوية الفلسطينية المهندس يوسف أبو أسعد غياب أي فرصة لعودة الأمطار قبل تاريخ الـ 13 من الشهر الجاري، وأشار إلى أن درجات الحرارة في الاسبوع الاخير تفوق معدلاتها بـ 7 درجات مئوية.

كما أشار مفارجة الى ان كميات الامطار التي هطلت منذ بدء فصل الشتاء وحتى الآن في محافظة رام الله والبيرة -على سبيل المثال- لا تتجاوز 28 % ما يعادل 175 ملم فقط من المعدل السنوي لكميات الامطار في المحافظة وهي 615 ملم. وقال ان كميات الامطار التي هطلت على فلسطين قبل بدء فصل الشتاء اي قبل 22 كانون الاول لم تستفد منها المزروعات البعلية وتبخر بعضها بفعل ارتفاع درجات الحرارة في حينه.

الزراعة الحولية في خطر

وقال: في حال استمر انحباس الامطار خلال الفترة المقبلة فان ذلك سيؤثر سلبا على القطاع الزراعي بشكل عام والزراعة البعلية بشكل خاص مما قد يؤدي الى انخفاض في كميات الانتاج السنوية ما يؤثر على الكميات المعروضة في الاسواق وبالتالي قد تشهد بعض اسعار المنتجات الزراعية ارتفاعا في الاسعار وايضا الزراعة المروية لان انخفاض كميات الامطار خلال الاشهر الثلاثة لفصل الشتاء والتي تبدأ من 22 كانون الاول وتنتهي في 22 اذار المقبل سيؤثر على مخزون المياه الجوفية وهذا يعني ارتفاعا في اسعار مياه الزراعة بالاضافة الى ان ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة المربعنية وكذلك الضوء ايضا مضر للمزروعات البعلية، وبخاصة الحبوب والاشجار المثمرة التي تحتاج الى انخفاض في درجات الحرارة في تلك الفترة من اجل نمو العصارة يساعد على ظهور الافات الزراعية التي تصيب هذه المزروعات في وقت مبكر مقارنة مع السنوات الماضية.

وتابع المهندس مفارجة: "هناك عدة مظاهر تؤثر على المزروعات خلال الموسم الزراعي الحالي ومنها الرياح القوية التي اجتاحت البلاد وانحباس الامطار والارتفاع في درجات الحرارة في شهر كانون الذي يجب ان تتجاوز فيه درجات الحرارة من 8-10 درجات مئوية في حين فان درجات الحرارة تصل الى 18- 20 درجة مئوية وهذا يؤثر على نمو النبات التي تحتاج كما الى انحفاض في درجة الحرارة في مرحلة النمو مما يؤدي الى الازهار المبكر للنباتات والمزروعات والاشجار المثمرة، وبالتالي فان نسبة العقد للازهار ستكون منخفضة جدا وهذا قد يؤدي الى انخفاض في كميات الانتاج تصل الى نسبة 60-70% من الكمية المتوقعة مما يشكل خطرا على اللوزيات واشجار الزيتون وغيرها بالاضافة الى المحاصيل الشتوية القمح والشعير وغيرها.

موسم شتوي شبه جاف

حيث اضاف المهندس مفارجة هذا الوضع ساهم في جفاف التربة وتأخر نمو المزروعات وعدم الانبات لبعض المزروعات مما ينذر بموسم شتوي شبه جاف وصيف جاف في حالة استمر عدم سقوط الامطار لفترات اطول ولكن نأمل ان تساهم كميات الامطار المتوقعة حتى قبل نهاية شهر اذار المقبل في التخفيف من حدة الجفاف علما بأن عدم توزيع كميات الامطار على مدار الموسم يؤثر سلبا على الموسم.

وقال المهندس مفارجة مرت اكثر من ثلاثة اسابيع بدون امطار بالاضافة الى ما ذكرت في بداية حديثي وهذا ان الرطوبة في الارض قليلة جدا وهذا خطر على الزراعات الحولية التي تكون جذورها سطحية ما يشكل اضطرابا في دورة حياتها كذلك الحال للاشجار المثمرة التي لم تحصل على كميات المياه المطلوبة حتى الان ما يحدث خللا في دورة حياتها ايضا.

المياه الجوفية

فقد اشار مفارجة الى ان هطول الامطار في وقت متأخر وبشكل غير منتظم لن تسفيد منه الابار الجوفية لان كميات كبيرة من المياه سوف تتخبر بفعل ارتفاع درجات الحرارة وكميات اخرى تذهب مع السيول والوديان.

وشدد المهندس مفارجة على ان النباتات بحاجة الى ساعات برودة سنوية خلال فترة السكون التي يمر بها النبات وفي حالة ارتفعت درجات الحرارة مثل هذه الايام فوق 10 درجة مئوية فان ذلك يؤثر على نمر النباتات والاشجار من حيث تراجع كميات الانتاج الى نسبة كبيرة.

ولخص المهندس مفارجة الى القول:" في حالة هطول كميات امطار من 50-60% من المعدل السنوي للامطار خلال الفترة المتبقية من الموسم فان ذلك قد ينقذ الموسم ولكن حتى اللحظة يمكن القول ان الموسم الشتوي في مرحلة حرجة ويمكن للمزارعين العناية بالارض كالحراثة والتقليم ولكني لا انصح بتسميد الارض بالسماد الكيماوي في ظل استمرار انحباس الامطار ولا انصحهم ايضا بتقليم الاشجار في وقت مبكر في ظل ارتفاع درجات الحرارة لان ذلك قد يؤذي هذه الاشجار وبخاصة اللوزيات والعنب.

0 Comments