قطر تلعب بنار الانقسامات في الصومال


تعتبر الصومال من الدول الهامة في منطقة القرن الأفريقي وتتميز بموقعها الاستراتيجي في هذه المنطقة التي تملك تأثيرًا مباشرًا على حركة التجارة العالمية بسبب إطلالها على عدد من المعابر المائية العالمية، كالمحيط الهندي ومضيق باب المندب والبحر والأحمر وخليج عدن كما أنها تعد امتدادًا لأمن منطقة الخليج العربي بسبب قربها الجغرافي من دول الخليج العربي وهي أيضا عضو في الجامعة العربية وذات أغلبية إسلامية .

وقد تكالبت القوى الدولية والإقليمية على هذه الدولة مستغلين حالة الفوضى التي تلت سقوط نظام الرئيس الصومالي سياد بري عام 1991 وما أعقبه من سقوط لمؤسسات الدولة، حيث باتت الصومال مثالًا للدولة الفاشلة ودخلت في حرب أهلية من وقتها .

هذه الأجواء مهدت الطريق لظهور الحركات المتطرفة وعلى رأسها حركة الشباب المجاهدين التابعة لتنظيم القاعدة أشد الحركات الإرهابية خطرًا وتهديدًا للأمن في الصومال وفي دول جوارها واستطاعت الحركة منذ الإعلان عن نشأتها في 2007 السيطرة على أكثر من 85% من الصومال وشنت هجمات مدمرة أسقطت مئات القتلى والجرحى داخل الصومال وخارجها وقد أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية الحركة في فبراير 2008 ضمن منظمات الإرهاب الدولي ووصفتها بأنها مجموعة متطرفة عنيفة ووحشية وعلى ارتباطٍ بتنظيم القاعدة .

ولا تزال قطر تعتبر الصومال ساحة مواتية لممارسة ألاعيبها التي تمكنها من السيطرة على مفاتيح القرار فيها على جانبي الحكومة والتنظيمات الإرهابية. وهي اللعبة المزدوجة التي تجيدها لضمان وجودها وتأثيرها على مجريات الأحداث. وكلما واجهت إخفاقا سعت إلى تجديد الدماء من خلال تغيير أدواتها وخططها حتى أصبح خطابها حافلا بالتناقضات، الأمر الذي لا يعنيها وتتعمد تجاهله طالما يحقق أغراضها .

آخر فصول الفضائح التي تلاحق الدوحة ولا تثنيها عن توجهاتها السلبية في الصومال، الاتهامات التي وجهها أحمد مدوبي رئيس ولاية جوبالاند لقطر بأنها تدعم زعزعة الاستقرار في بلاده وتصر على المضي قدما في تغذية التوترات في بلد يعاني من ويلات الصراعات منذ عقود، وتتمسك بـأن تكون النزاعات والتوترات مدخلا لتكريس التسلل في مفاصل دولة مفككة أصلا .

فالنظام القطري أنشأ غرفة حرب في سفارته في العاصمة الصومالية مقديشو بهدف تنسيق عمليات القوة الإرهابية الجديدة وأن ضباط استخبارات قطريين وإيرانيين يقودون فريقًا متخصصًا لدعم تلك القوة المسلحة يضم القيادي البارز في حركة شباب المجاهدين الإرهابية زكريا إسماعيل المعروف أنه كان يشغل منصب مسئول الاستخبارات في الحركة .

وشملت التكليفات السعي إلى دق سبل الوقيعة بين الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو من جهة ودول تناوئ السياسات القطرية التخريبية مثل السعودية والإمارات ومصر من جهة أخرى .

كما سعت تركيا منذ أكثر من عشر سنوات وبالتحديد منذ عام 2005 أن يكون لها موطئ قدم بالصومال وبالفعل تكللت مساعيها بالنجاح عن طريق القاعدة العسكرية التي افتتحها في أواخر 2017 على خليج عدن بذريعة مكافحة الإرهاب .

وقد شهدت العلاقات الصومالية التركية تطور جديد بقيام الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو بزيارة رسمية إلى تركيا في إبريل 2017، وتم استقباله بحفاوة كبيرة وكان في مقدمة مستقبليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجاءت هذه الزيارة أثناء استعداد تركيا لافتتاح ثاني قواعدها العسكرية في الخارج والأكبر في أفريقيا وذلك بالعاصمة مقديشو وكان فرماجو قد أعلن عبر حسابه على تويتر أن القاعدة العسكرية ستفتتح في وقت قريب قائلا: أكبر قاعدة عسكرية تركية في العالم شبه جاهزة، وقريباً سيعود الجيش الصومالي قوياً من جديد .

0 Comments