سر الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي في انعاش عملية السلام في المنطقة



استطاع هذا الإنجاز الدبلوماسى التاريخى أن يعزز من السلام فى منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التى تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة فى المنطقة. وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة فى الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخى الذى تحقق اليوم.

ونتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسى وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى فى العالم العربى والإسلامي. وإذ تؤمن كل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانية تحقيق إنجازات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، فإنها ستعمل معا لتحقيق هذا الهدف.

العرض الإماراتي لإسرائيل بضمانة أمريكية وهو أوقفوا الاستيطان نبدأ في علاقات طبيعية .

هذه هي لغة المصالح التي تفهمها إسرائيل ويفهمها العالم ماذا ستعطيني مقابل ما أعطيك .

أي تفسير تآمري مريض لا يفهم القرار الإماراتي بالحوار مع إسرائيل حول إيقاف الاستيطان مقابل بدء علاقات طبيعية بين البلدين يعتبر جهلاً شديداً بطبيعة توجهات صناعة القرار في دولة الإمارات .


ومن هنا تصبح ضربة معلم من قبَل الشيخ محمد بن زايد ومؤسسة الدبلوماسية الإماراتية أن يكون توقيت إنجاز هذا الاتفاق الثلاثي الآن .

دائماً يقال في علم التفاوض إن أفضل الأوقات للحصول على أفضل النتائج من أي مفاوضات هو حينما يكون الطرف الثاني أكثر حاجة منك للاتفاق .

نتنياهو يعاني من أزمته الداخلية، وهو غير قادر على تطبيق صفقة الآن أو إلغائها وترامب يعاني من مثلث الكورونا تدهور الاقتصاد غضب الأقليات وتظاهراتهم .

إذاً هذا هو الوقت الأفضل للحصول على اتفاق لصالح الفلسطينيين .

هنا قد نسأل لماذا تتدخل الإمارات في أزمات وصراعات مثل اليمن، أو ليبيا، أو مواجهة خطر الإرهاب الديني في الساحل الأفريقي، أو لدعم اقتصادات دول مثل مصر والسودان والجزائر وتونس وعشرات الدول الإسلامية والأفريقية؟ وقد يسأل هؤلاء: أليس من الأسلم والأوفر والأسهل أن تحتفظ الإمارات بمقعد المشاهد على هذه الصراعات وتنأى بنفسها وتوفر أموالها لنفسها ؟

الإجابة مباشرة تجدها صريحة وواضحة شفافة لدى القيادة الإماراتية وتحديداً لدى الشيخ محمد بن زايد وإخوته والتي تقول: " نحن نعيش في عالم شرير مضطرب تلعب فيه الميليشيات التكفيرية دوراً فوضوياً يسعى لإسقاط جميع مشروعات الدولة الوطنية المدنية " .

من هنا يصبح  لزاماً على الإمارات أن تذهب إلى مواجهة هؤلاء الأشرار في ديارهم حتى لا يأتي لا قدر الله ذلك اليوم الذى يصلون فيه إلى ديار الإمارات  .

بمنطق الصحراء تغدى به قبل أن يتعشى بك وبمنطق الاستراتيجية الحديثة ضربة مجهضة مسبقة.

0 Comments