جميل و صحراء فلسطين الجميلة

قصة جميل حمادين في عام 2014 بما فرضه الاحتلال الاسرائيلي على سكان الصحراء في فلسطين..
تعد المساحة امتداد السفوح الشرقية للضفة الغربية من شرق الخليل والقدس وبيت لحم كل المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية للبحر الميت.
يصف جميل و يقول هنا سكنت قبيلة الجهالين وغيرها من قبائل البدو الفلسطيني، بعد التهجير من تل عراد ومسعدة في النقب والبحر الميت في عام 1948.
توالت السنوات، ولم تتغير الأحوال الاحتلال يمنع الخدمات على المجتمعات البدوية.
كما انه ممنوع بناء المدارس أو إدخال الكهرباء وأي شيء، في المقابل لا تتوقف مقاومة الفلسطينيين، لكن كثير ممن يتمكن من إتمام التعليم أو الالتحاق بوظيفة في المدن أو القرى يغادر الصحراء، إلا أن جميل لم يفعل.

تمسك جميل بالحياة في قرية النبي موسى تبعد عن البحر الميت بنحو 5 كيلو مترًا.
أنهى دراسة الهندسة الزراعية عام2007، داوم العمل في وزارة الزراعة الفلسطينية، وظل على عهده يقول دائما : عندي حب للطبيعة والصحراء بنمشي وننام فيها وعارف تفاصيلها ليل ونهار، أراد صاحب الأربعة وثلاثين عاما أن يستثمر ما يهوى لصالح مجتمعات البدو، فيعكس الصورة الحقيقية لهم، وأيضًا يخلق فرصة لتوفير عمل للشباب البدوي المجبر على ترك مكانه، ولدعم ذلك أكمل دراسته في السياحة والتنمية الدائمة.

أغلب الأجانب يقصدون فلسطين بغرض السياحة الدينية في القدس، وعليهم قطع 40 كيلو مترًا كحد أقصى للوصول إلى صحراء فلسطين، لهذا كان التحدي أمام جميل بإعلام السائحين عن إمكانية قضاء ليلة أو أكثر في الخلاء، وممارسة الأنشطة من المشي ومطالعة التضاريس المتنوعة في المناطق القريبة من البحر الميت خاصة.
و في عام 2015 بدأت أولى رحلات صحاري، من سفاري وتخييم ومسارات مشي في بقاع صحراء الضفة الغربية.
يصحب جميل وغيره من الأدلاء البالغ عددهم الآن 15شابا من السائحين، يطلعونهم على كل ما يحدث في باديتهم، ويعددها الشاب من طرق تجارية قديمة كانت تصل أسيا بإفريقيا، وأخفض نقطة في العالم هي البحر الميت ومطلات على جبال منها نطالع الشروق والغروب على منطقة القدس العظيمة، فضلا عن الهبات الطبيعية .
و يقول ايضا عندنا 1600 نوع من النباتات و70 نوع من الثديات ونحنا منطقة هجرة الطير من إفريقيا لشرق أوروبا وآسيا.



في القلب من الرحلة، يكون الاحتكاك بالمجتمع البدوي الفلسطيني، فيحب الأجانب الاستماع إلى حكايات المكان من أهله ومع هذا يشعر جميل أنه بلغ المراد فقد قال انهم : يعرفوا حقيقة البدو عنا وفلسطين من التعامل المباشر معنا.
وقد وصل عدد الزائرين لصحراء الضفة الغربية عبر مبادرة جميل نحو 350 شخصًا عام 2015، فيما تضاعفت أعداد قاصدين الصحراء وبلغوا العام الماضي قرابة 3 آلاف سائحا حسب قول جميل، كما تغيرت النسب : كان في العام الأول 70% من سكان الضفة والداخل الفلسطيني المحتل اليومية 90% من الأجانب.
راجت سياحة الصحراء في الضفة قبل عامين كما يقول جميل، في مواسم الخريف والربيع يتوافد السائحون من دول أوروبا وروسيا وأمريكا، كما ثمة اهتمام من مجموعات الشباب لدى عرب الداخل في مناطق الـ48 حسب قول صاحب صحاري للسياحة البيئية.
ما بين يوم إلى 4 أيام ينفذ القائمون على صحاري أنشطتهم، وتتنوع بين 3 أشكال للمسارات، يصفها جميل بالسهلة والصعبة ومتوسطة الصعوبة.

أما الأولى تنطلق من المخيمات، يسير الزائرون 4 كيلومترات ثم يعودون للتخييم لليلة، والمسار المتوسط يكون بقطع ما بين 10 إلى 12 كيلومترات، ولمحبي المشي يلائمهم النوع الثالث، إذ يسيرون لقرابة 25 كيلو مترات، ويتخلل كل منها مطالعة حياة المجتمع المحلي البدوي وثقافتهم.
تشكل مساحة فلسطين التاريخية 27 ألف كيلومتر مربع حسب مركز الإحصاء الفلسطيني، تحتل صحراء النقب نحو نصفها، فهي أكبر منطقة صحراوية فيها، وتتخذ شكل المثلث بين خليج العقبة جنوبا وغزة وبئر السبع شمالا، فيما تمثل الضفة  الغربية بما تشمله من البحر الميت 5.842 كيلو متر مربع.

يبقى الاحتلال عائقا أمام جميل ورفاقه في صحاري فيقول : أي شيء يبنى يتم هدمه لكن يتم بناءه ، يتذكر تلك الروضة التي تأسست في قرية النبي موسى فصادرتها القوات الإسرائيلية في السادس من يونيو 2016, ثم يواصل ما بنسى وهم بيطلعوا الأطفال واحد واحد وما قدرنا نمنعهم ، فكل عائد للمجتمع البدوي من تزايد الحركة على مناطقهم مهدد، لكن جميل لا يستسلم.
يقترب عدد الزائرين عام 2019 من 3 آلاف، ويتوقع الشاب الثلاثيني أن يتجاوز معدل العام الماضي.
لا يتوقف طموح جميل يحلم أن ينفك أسرالشباب البدوي و يغيب الاحتلال و يحقق مراده في صحراء فلسطين الجميلة.


0 Comments