قصة كتيبة البراء بن مالك الإخوانية وعلاقتها الغامضة بالجيش السوداني

اتهام كتيبة البراء بارتكاب الفظائع خلال الحرب الحالية أبرزها استنساخ ممارسات تنظيم داعش الإرهابي في السودان

قصة كتيبة البراء بن مالك الإخوانية وعلاقتها الغامضة بالجيش السوداني

نفوذ كبير، عدة وعتاد، وآلاف المقاتلين أغلبهم تحت سن الـ35. كتيبة البراء بن مالك السودانية، صاحبة النشاط العسكري على أرض المعركة في السودان والنشاط الإعلامي الكثيف في فضائه الإلكتروني، فقادتها يصلون مواقع العمليات قبل قادة الجيش ويغرقون منصاتهم بالصور والفيديوهات، وعلى رأسهم المصباح أبوزيد طلحة إبراهيم، الذي لا يتردد بالظهور في كل مرة، للتأكيد على أن كتيبته تعمل مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.

علاقة وطيدة بالجيش السوداني

لكن ما خفي أعظم، فالاتهامات التي تنهال على عمليات الكتيبة تنوعت بين اتهامات بارتكاب الفظاعات على يد عناصرها إلى جانب دورها في إشعال الحروب، ووصولًا إلى علاقاتها مع الجيش السوداني التي يخيّم عليها الغموض والأجندات الخفية، رغم محاولة البرهان التنصل منها بإعلانه عدم الموافقة على تصرفاتها التي باتت مثار قلق على الصعيدين الداخلي والخارجي.

تكوين كتيبة البراء بن مالك

ويعتقد على نطاق واسع أن كتيبة البراء، هي إحدى أكثر الكتائب الإخوانية إعدادا وتدريبا وتسليحا، وتتكون من مجموعات شبابية تتراوح أعمارها بين 20 و 35 عاما، ويأتي معظم عناصرها من خلفيات تنظيمات طلابية كانت تعمل تحت مظلة الأمن الطلابي والاتحاد العام للطلاب السودانيين، أحد أهم الأذرع التعبوية والأمنية لنظام الإخوان السابق.

تاريخ كتيبة البراء بن مالك 

ولدت كتيبة البراء بن مالك من رحم جماعة الإخوان في السودان، وبدأت فعاليتها في تسعينيات القرن الماضي عندما كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، حيث خاضت حروب البشير ضد معارضيه والحركات المتمردة، مع الإشارة إلى أنها كانت تتبع سابقًا إلى جهاز الأمن الشعبي الذي تم حله وإلغاء قانونه لاحقًا، ليقتصر نشاط الكتيبة على العمل الاجتماعي، وظل التنظيم نشطًا بعد سقوط نظام البشير.


استنساخ ممارسات تنظيم داعش

لكن بشاعة ما حدث في تلك الحروب التي تسببت في جرائم حرب وتطهير عرقي وجرائم إنسانية ما زالت تلاحق مرتكبيها، ما دفع المنظمات الحقوقية الإنسانية وقوات الدعم السريع إلى اتهام كتيبة البراء بارتكاب الفظائع خلال الحرب الحالية، أبرزها استنساخ ممارسات تنظيم داعش الإرهابي في السودان، وآخرها مشاهد قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث، إذ تشير المعلومات إلى أن أعدادًا من مقاتلي الكتيبة سبق أن حاربوا في الصومال وليبيا مع الجماعات المتشددة، ولا سيما تنظيم داعش.

تدريبات على إدارة عمليات المسيرات

وبالعودة إلى ما يحدث على أرض الواقع، فإن التقارير تقول إن بعض عناصر كتيبة البراء تلقوا تدريبات على إدارة عمليات المسيرات التي حصل عليها الجيش السوداني من إيران بإشراف من الحركة الإسلامية، لكنها تمت بعلم من مجموعة من الضباط الموالين للإخوان داخل الجيش، بحسب مراقبين، رأوا أن هناك خطة مدروسة للترويج للكتيبة بين السودانيين مدعومة بمنصات إعلام إخوانية، والتوجه لمساندة الجيش، في خطوة مدروسة للتأثير على أي عملية سياسية مستقبلية في السودان.

أدوار كتيبة البراء بن مالك 

أدت الكتيبة دورا بارزا في قمع المظاهرات التي اندلعت عقب انقلاب 25 تشرين الأول - أكتوبر 2021 من خلال زرع عناصرها داخل شرطة الاحتياطي المركزي المتهمة بقتل العشرات من المتظاهرين.

كما تشير تقارير إلى تورطها في تصفية ضابط برتبة عميد في شرطة الاحتياطي المركزي في كانون الثاني - يناير 2022 بعد رفضه استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.

وأكد ضابط كبير في القوات المسلحة أن كتيبة البراء تتمتع بنفوذ كبير على قيادات الجيش، وهي من تدير المعارك في مواقع حساسة مثل سلاح المدرعات وقبله قيادة الاحتياطي المركزي التي سقطت في يد الدعم السريع.

ووفقا للضابط، فإن الكتيبة تعمل حاليا تحت مظلة ما يعرف بقوات العمل الخاص، التي تحظى عملياتها بتوثيق دعائي مكثف من قبل أجهزة الإعلام الرسمية على غرار ما كان يحدث مع الكتائب التي كانت تقاتل إلى جانب الجيش في حرب الجنوب التي انتهت بانفصال الجنوب في العام 2011.

سيطرة الإخوان على الجيش للوصول للسلطة

كتيبة البراء وغيرها من كتائب الظل التي بات اسمها يظهر إلى العلن مع إعلان الدعم والمؤازرة الذي تلقاه الجيش السوداني عند اندلاع الحرب من قبل الحركة الإسلامية السودانية، وانخراط كتائبها في القتال ضد قوات الدعم السريع، جميعها أسباب تثير مخاوف كبيرة من مدى سيطرة الإخوان على قرار المؤسسة العسكرية الأولى في البلاد، ودفعها نحو استمرار الحرب ورفض السلام وتجاهل فاتورة الحرب الكبيرة التي سيدفعها السودانيون مقابل حصولهم على هدفهم الوحيد المتمثل بالسلطة.

0 Comments