فلول الإخوان تلعب دور خطير في إشعال الفتنة في السودان

جماعة الاخوان في السودان

بعد أشهر من التوتر السياسي والعسكري الحاد في السودان، استيقظ سكان الخرطوم، يوم السبت، على مشاهد من المواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي كُتبت فصولها في كافة أنحاء العاصمة، وتمددت سريعاً إلى الولايات لتروي مرحلة جديدة في تطورات هذا الصراع، وسط مخاوف محلية وإقليمية ودولية من انزلاق البلاد إلى مربع الفوضى.

لم تكن هذه المواجهة بالأمر المفاجئ، فهي فتنة إخوانية نُسجت خيوطها علانية في فضاءات المشهد السوداني بواسطة بقايا نظام الإخوان والتي تتهمها دوائر واسعة بالتورط في تأجيج الخلاف بين الأجهزة العسكرية وجرها إلى خيار الحرب.

إن الإخوان هم من يجرون الأوضاع في البلاد إلى حرب، لإجهاض الاتفاق الاطاري والعملية السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى حكومة مدنية، وخروج العسكريين من السلطة وممارسة السياسة، ولا أحد في السودان لديه مصلحة في الحرب غير بقايا النظام البائد لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي وتفكيك بنية تنظيمهم داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية".

تفاقمت التوترات وسط العسكريين بعد توقيع الاتفاق الاطاري مع قوى سياسية مدنية، وذلك بسبب خلاف حول إصلاح المؤسسة العسكرية والوصول إلى جيش مهني موحد، ومسألة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، إذ رهن قائد الجيش الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان الاستمرار في العملية السياسية بحسم عملية الدمج.

على وقع الخلاف العسكري، كثف عناصر نظام الإخوان المعزول نشاطهم في الساحة السودانية رافعين رايات الحرب وفتح جبهات من العداء السافر على الاتفاق الاطاري، وسط حملة تحريض للقوات المسلحة ودعوتها الى الانسحاب من العملية السياسية تحت ذريعة قصورها على مجموعة سياسية محددة.

فإن الهدف المحوري لتنظيم الإخوان ليس استعادة السلطة بالمعنى، بل خلق أوضاع فوضوية في السودان ليتسنى لهم التمتع بالامتيازات التي حصلوا عليها وضمان عدم محاسبة منسوبيه على الجرائم التي ارتكبوها خلال فترة حكمهم، ولكن في تقديره لن تمضي الأمور كما يشتهي أنصار البشير، فرغم الحرب ستنتصر إرادة الشعب السوداني.

وسعت السلطة الانتقالية التي أقالها قائد الجيش الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان بموجب قرارات 25 أكتوبر الشهيرة، الى تفكيك بنية نظام الحركة الإسلامية المعزول عبر لجنة حكومية، وتمكنت من استعادة أصول وأموال للخزينة العامة وابعاد عناصر هذه التنظيم في مؤسسات الدولة، لكن ما يزال متغلغلا في مواقع حيوية في البلاد ولديهم جيوب في المؤسسة العسكرية يحركونها في إشعال الفتنة في السودان.

0 Comments