الإخوان المسلمون في السويد: جمعيات خفية تتنكر للتنظيم الأم

جماعة الاخوان

كما هو الحال في البلدان الأوروبية الأخرى، تستخدم المنظمات والشخصيات التابعة للإخوان المسلمين مجموعة متنوعة من الوسائل للوصول إلى أهدافها الحزبية. وهي تعمل من خلال الأحزاب السياسية السويدية، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني الأخرى، من خلال الاتصال المباشر مع الهيئات الحكومية على المستويين المحلي والوطني.

تمكنت جماعة الإخوان على مر السنين من بناء مؤسسات قوية في السويد، بعد أن ضمنت عمليات تمويل من الأموال السويدية العامة، وبعد أن أتقنت فن الاحتيال في هذا البلد منذ سنين طويلة. وقد أشار الباحث والخبير في شؤون الإخوان، لورينزو فيدينو، إلى أن “جماعة الإخوان الأم تعتمد على ثلاث فئات من الكيانات السويدية: أعضاء الإخوان أنفسهم، وشبكات الإخوان غير المباشرة، والمنظمات المتأثرة بالإخوان”.

يعمل الإخوان في السويد منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقاموا ببناء هيكل مؤسسي يستخدم بسلاسة “النموذج السويدي” للاستفادة الكاملة من نظام المنح السخي والمساعدات المالية من الخزائن العامة. كما وأنشأت جماعة الإخوان منظمات مستقلة ظاهريًا لكنها ترتبط بها، تشمل شبكات من المدارس والشركات والجمعيات الخيرية وغيرها من الكيانات، كل واحدة تنتمي إلى إحدى الفئات الثلاث المذكورة سابقًا، وتحصل على تمويلها من أموال دافعي الضرائب.

من المهم الملاحظة أن الإخوان في السويد جزءٌ لا يتجزأ من بنية جماعة الإخوان الأوسع في أوروبا، الشبكة التنظيمية للإخوان في أوروبا، التي تسمى “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا”. هذا “الاتحاد” يضع تحت مظلته منظمة الرابطة الإسلامية في السويد، فضلًا عن المنظمات التابعة الأخرى في مختلف البلدان الأوروبية.

ويمكن توضيح الهيكل التنظيمي للمنظمات السويدية الإخوانية كما يلي: اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا يشكل مظلة للرابطة الإسلامية السويدية، بينما تشكل “الرابطة” السويدية مظلة لعدد من المنظمات السويدية، بما فيها المجلس الإسلامي السويدي، ومسجد ستوكهولم والأصول التابعة له، والإغاثة الإسلامية، ومسجد غوتنبرغ ومنشآته، ومنظمة المسلمين الشباب السويديين، واتحاد ابن رشد للدراسات، ومنظمة الاتحادات الإسلامية المتحدة في السويد.

وخلال دراستنا لطبيعة الفِكر الإخواني، لاحظنا أن الجماعة تتبنى مفهوم “الإسلاموية” أو “الإسلام السياسي” كإستراتيجية عامة لها، وهو فِكر غير متميز في الدين الإسلامي، بل مجرد أيديولوجية سياسية، تستمد شرعيتها من الإسلام لتبرير سياسات الإخوان المصبوغة بالدين. وقد استنتجنا أن الإخوان يحاولون تصدير “نسخة أخرى من الإسلام”، بما يتناقض تمامًا مع العلاقة الطبيعية بين الفرد والدولة، من ناحية الخصوصية والحماية والانتخابات النزيهة والحقوق العامة وحق الاختيار الشخصي.

0 Comments