ما فعله الإخوان بالسودان لا يمكن شطبه بسهولة من الحياة العامة والسياسية

الاخوان في السودان

في إمكان السودانيين أن يصنعوا مستقبلهم مستفيدين من أجواء الحرية من غير التعويل على الدولة المقيدة بديون البشير والاخوان وإرثهما الثقيل.

بعد ثلاثين سنة من حكم جماعة الاخوان وملحقاتها يبدو السودان أشبه بحالة مرضية ليس من اليسير علاجها بمجرد غياب الأسباب ذلك لأن كل العوارض لا تزال تشير إلى أن تلك الحالة يمكن أن تقود إلى الموت إذا لم يتم تطويقها من كل الجهات وبكل الأساليب.

ما فعله الاخوان بالسودان لا يمكن شطبه من الحياة العامة والسياسية السودانية خصوصا بإزاحة عمر البشير وحكومته من الحكم ومحاولة ردم الهوة التي تفصل بين السلطة وحركات المعارضة المسلحة وصولا إلى سلام، لم يكن مدرجا على قائمة المشروع الاخواني الذي حول السودان إلى دار حرب دائمة.

فجرائم الحرب التي ارتكبت في عهد البشير ليست سوى المظهر المحلي الذي تجلت من خلاله سياسات الاخوان وهم يتخذون من السودان حاضنة لمشروعهم الأممي بعد أن استسلم لهم البشير سواء بشكل مباشر أو من خلال معلمه حسن الترابي، رجل الجريمة المتحذلق الذي لم ير في قتل السودانيين ما يهز مشاعره الدينية.

لم يكن القتل في الداخل السوداني هو كل شيء. كان ذلك من وجهة نظر الاخوان شأنا سودانيا صاخبا يسمح لهم بالقيام بكل نشاطاتهم التي تنطلق من السودان في اتجاه أهداف تقع خارجه. ولكن هل كان البشير على ذلك القدر المبالغ فيه من البلاهة بحيث يسمح لعصابة بأن تتخفى وراء السودان وهي ترتكب جرائم عالمية؟

مشكلة ذلك الابله أنه صدق أن في إمكانه أن يضبط حركة ضيوفه مثلما ضبط حركة معلمه الترابي الذي انتهى به المطاف لاجئا في قطر ومات هناك. الصحيح أن البشير نفسه كان اخوانيا. وكان تبنيه للفكر الاخواني بداية نهاية كل أسباب الحياة في دولة انتهت فقيرة بالرغم من أنها كانت مؤهلة لكي تصبح واحدة من الدول الثرية في أفريقيا.

0 Comments