انهيار داخل جدران جماعة الاخوان في الأردن

الاخوان  في الأردن

تواجه جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أزمة مركبة ذات ثلاثة إبعاد تهدد بتفكك التنظيم بشكل كامل حال فشلهم في استيعابها والتعامل معها، أهمها تصاعد حدة الخلافات على المستوي الداخلي، الذي يتناسب طرديًا مع تزايد أزمة الإخوان والنظام تعقيدًا، وأخيرًا الأزمة الثالثة بين الإخوان وحلفاؤهم السابقين من تيارات يسارية وقومية.

وقد وصلت الأزمة ذروتها بعد تصريحات الدكتور رحيل غرابية أحد أبرز قيادات الإخوان في الأردن حول رغبتهم في الاعتماد على التنظيم السري خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات التي تواجههم سواء في التعامل مع القيادات المنشقة عنه مؤخرًا أو مع الجهات الأمنية التي يتهمها التنظيم بالتضيق على أنشطته والقبض على قيادته دون داعٍ. 

المعركة الإخوانية- الإخوانية بدأت في الأردن بعد أن قامت الجماعة بفصل العشرات من أعضائها الذين اتهمهم بمحاولة شق الصف بعد مطالبتهم بإنشاء حزب سياسي خاص بهم، وقالت أنهم تواصلوا مع الحكومة على غير علم قيادة التنظيم، وكان من أبرز الأسماء المفصولة المراقب العام السابق عبدالمجيد الذنيبات وارحيل الغرايبة ونبيل الكوفحي وجمال الدهيسات.

وقالت مصادر قريبة من الإخوان: إن التيار الإصلاحي داخل جماعة الأردن رفع مذكرة إلى المراقب العام الأسبوع، تمخضت عن اجتماع فريق الحكماء، وحمّل قيادة الجماعة ما آلت إليه الأوضاع فيها من تمزق، وهو ما دفع مجلس الشورى العام لعقد اجتماع فوري واتخذ قراره بفصل كل من شارك بالاجتماع والاتفاق على إزاحة أي نفس معارض لتوجهاتها المرتبطة بالتنظيم الدولي الأم، وهو الأمر الذي يجد تيار واسع في الجماعة صعوبة في الاستمرار معه، نظرا للارتدادات الخطيرة لذلك عليهم محليا وإقليميًا.

الدكتور أسحق الفرحان، الأمين العام السابق لحزب "جبهة العمل الإسلامي"، وصف ما حدث داخل جماعة الإخوان في الأردن بـ "الفتنة" وقال إنه يسعي مع عدد من قيادات الحركة الإسلامية لحل الخلاف بينهم مؤكدًا أن الأزمة قد بلغت ذروتها ومحاولات الصلح صعبة جدًا ولكنها واجبة على كوادر العمل الإسلامي، معربًا عن استغرابه كثيرا كيف وصلت الأمور بهذه السرعة إلى هذا الحد"، معربا عن اعتقاه أن "ذلك جرى في غيبة من استعمال الحكمة والعقل.

0 Comments