٧ أزمات تستنفر الاقتصاد العالمي.. تعرف عليها

الاقتصاد العالمي

تواجه أسواق العالم يوما بعد يوم تحديات جديدة، تكبح سعيها للتعافي من الجائحة التي عصفت بكل مؤشراتها على مدار عامين.. فهل تنجح في مهمتها؟

في وقت يشهد الاقتصاد العالمي مزيدا من الأزمات المتصاعدة، دفعت صندوق النقد الدولي، لتعديل توقعاته للنمو العالمي هذا العام، في ثلاثة تقارير من أصل أربعة يصدرها سنويا.

خفض توقعات النمو، خفض صندوق النقد الدولي، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى 5.9% هذا العام، من 6% في توقعات يوليو/تموز وأبريل/نيسان الماضيين، تحت ضغط تفشي سلالات جديدة لفيروس كورونا.

وأرجع الصندوق خفض توقعات النمو إلى عاملين رئيسيين، هما الانقطاع في سلاسل الإمداد بالنسبة للدول المتقدمة، بينما تحدث مخاطر تفاقم الجائحة في البلدان منخفضة الدخل.

وصعدت أسعار النفط الخام خلال وقت سابق من الأسبوع الجاري إلى ذروة 7 سنوات عند 83.9 دولار للبرميل، بأعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014.يأتي تحسن أسعار النفط الخام عالميا، مدفوعا بزيادة الطلب من جانب الدول الرئيسة المستهلكة له، كالصين وكوريا الجنوبية الهند ودول الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع أزمة إمدادات لمصادر طاقة أخرى، تتمثل في الغاز الطبيعي.

والثلاثاء، قال بنك "سيتي جروب" إنه توقعاته على المدى القصير، تشير إلى ارتفاع أسعار النفط نحو 90 دولارا للبرميل هذا الشتاء، مع تراجع المخزونات وزيادة الطلب العالمي، وخلال الشتاء الحالي، سيقفز إجمالي الطلب على النفط فوق 100 مليون برميل يوميا، لأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول 2019.

ومن أسباب ارتفاع أسعار النفط، هو تراجع مخزونات دول أوروبا من الغاز الطبيعي، نتيجة ارتفاع الطلب عدم قدرة الإمدادات على تلبية الطلب المتزايد، ليحل الخام مكان الغاز في توليد الطاقة، ومنذ مطلع العام الجاري، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 600%، فيما توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، بلوغ سعر 100 متر مكعب حاجز 200 دولار.

ويذكي المخاوف بصعود أكبر في أسعار الغاز الطبيعي، هو التوقعات بشتاء قارس حول العالم هذا العام، ما يعني زيادة الطلب على مصادر توليد الطاقة الكهربائية.

تنتظر أسواق العالم صدور بيانات التضخم خلال وقت لاحق اليوم، في وقت تشهد فيه أسعار المستهلك زيادات حادة، إذ يتوقع أن يكسر التضخم حاجز أعلى مستوى منذ 2008، وبينما كانت زيادة التضخم هدفا خلال العام الماضي، بالتزامن مع تراجع الطلب العالمي على الاستهلاك، إلا أنه تحول اليوم إلى أحد أكبر التحديات الاقتصادية العالمية هذا العام.

وبحسب توقعات لخبراء صندوق النقد الدولي، فإن ارتفاع التضخم العالمي قد يؤثر على مسار النمو العالمي خلال العامين الجاري والمقبل.

خلال وقت سابق من الأسبوع الجاري، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، عن قفزة في أسعار الغذاء العالمية قفزت 32.8 بالمئة خلال سبتمبر/أيلول الماضي على أساس سنوي، وذكرت "فاو" في تقريرها الشهري، الخميس، أن متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية، بلغ 130 نقطة في سبتمبر، بارتفاع 1.2 بالمئة على أساس شهري.

تأتي قفزة أسعار الغذاء العالمية لكل من اللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والحبوب، والسكر، بفعل انكماش أوضاع العرض وارتفاع الطلب على المواد الأساسية، على غرار القمح وزيت النخيل، بحسب المنظمة الأممية.

وسجّل مؤشر المنظمة لأسعار الحبوب زيادة في سبتمبر بنسبة 41%، منها 38% في أسعار الأرز، وأسعار الزيوت النباتية 60%، ومنتجات الألبان 15.6% على أساس سنوي، وأسعار السكر 53.5%، واللحوم 26.3%.

في المقابل، ما تزال متحورات فيروس كورونا تلقي بظلال على الاقتصاد العالمي وهو ما أعلن عنه صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر أمس الثلاثاء. وتخشى الأسواق من ظهور متحورات جديدة للفيروس خلال فصل الشتاء، ما ينبيء بزيادة أعداد الإصابات على الرغم من تسارع عمليات التطعيم حول العالم.

وأمام تحديات التضخم، والتيسير النقدي الحالي، فإن البنوك المركزية حول العالم أمام تحدي رفع أسعار الفائدة لخفض نسب التضخم، لكن ما تزال عديد الاقتصادات الكبرى لم تسجل تعافيا كاملا، ما يعني أنها مضطرة للإبقاء على نسب تضخم متدنية.

0 Comments