التوظيف الأمريكي لمنظمة الأمم المتحدة في معالجة القضايا الدولية

منظمة الإمم المتحدة

تُعد منظمة الأمم المتحدة منذ نشأتها عام 1945 إنعكاساً للواقع السياسي الذي كان سائداً آنذاك، إذ كانت الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي يملكان من القوة السياسية والدبلوماسية والإستراتيجية ما هو غير قابل للمقارنة بغيرهما، وهو الأمر الذي إنعكس على الأداء الوظيفي للأمم المتحدة ولا سيما مجلس الأمن، إذ لم تستطع إتخاذ قرارات حاسمة في الكثير من الأمور التي لم يرد أي من القطبين أن تحل بواسطتها.

إلا أن إنتهاء الحرب الباردة بإنهيار الإتحاد السوفيتي أتاح للولايات المتحدة الأمريكية مجموعة فرص ساعدتها على توظيف قدراتها التأثيرية لصالح تامين نظام دولي أحادي القطب يؤمن إنفرادها بالقيادة العالمية، وذلك من خلال توظيف الأمم المتحدة ولا سيما مجلس الأمن الذي أصبح يعمل بفاعلية أكبر من السابق في معالجة العديد من المشكلات العالمية.

إذ عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم الدعم لمنظمة الأمم المتحدة والترويج لدور فاعل لها على الساحة الدولية مع دول العالم بشكل كبير لضمان إستخدام المنظمة كوسيلة نافعة لدبلوماسيتها العالمية من ناحية، وبإنسياق المنظمة وراء الإستراتيجية الأمريكية وأهدافها، وإتخاذها إطاراً لإضفاء الشرعية الدولية على أنماط سلوكها المختلفة من ناحية أخرى.

أن توظيف الولايات المتحدة الأمريكية للأمم المتحدة يُعد أحد الآليات السياسية المهمة في إضفاء الشرعية على القرارات  التي تنسجم مع المصالح والأهداف الأمريكية، وبما يعزز من الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية، ولعل التوظيف الامريكي للمنظمة الدولية في معالجة الازمة السودانية  يُعد احدى الآليات الرامية الى تعزيز الهيمنة الامريكية على القضايا الدولية.

0 Comments