نمو ميزانيات أمن المعلومات في الشركات 18 % خلال السنوات الثلاث المقبلة

النمو الاقتصادي

في الوقت الذي تحاول الشركات فيه توفير الميزانيات والمبالغ الطائلة للاستفادة منها في الأبحاث والتطوير أو عمليات التسويق، تفتح أبواب وثغرات جديدة تستنزف هذه المبالغ والموارد المالية ليتم إنفاقها فيها، فمع احتدام الحرب القائمة بين خبراء أمن المعلومات والمخترقين باتت الشركات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا مجبرة على زيادة الإنفاق ورفع الميزانيات المرصودة والمخصصة لإنفاقها على أمن المعلومات.

وأجبر هذا النمو المرصود في الميزانيات المخصصة لأمن المعلومات على تغير طريقة التعامل معها، فبعد أن كانت هذه الميزانيات تمثل مصروفات زائدة أو خسائر للشركات في بعض الأحيان، بدأت الشركات في المنطقة بتغير نظرتهم لها، حيث إنه، بحسب شركة كاسبرسكي لاب لأمن المعلومات، فإن تأمين تقنية المعلومات بدأ حديثا يكتسب دورا استراتيجيا متزايد الأهمية في أوساط مجتمع الأعمال التجارية، حيث بدأ يعامل كاستثمار، لا كمجرد مركز للتكلفة.

ووجدت الشركة في دراسة لها أن التكاليف المتزايدة للتعافي من حوادث الأمن الإلكتروني تجبر قادة الأعمال على منح أمن تقنية المعلومات نسبة أكبر تبلغ 24 في المائة من موازناتها الإجمالية الخاصة بتقنية المعلومات في الشرق الأوسط وتركيا وجنوب إفريقيا، وتتوقع كل من الشركات الكبيرة والصغيرة جدا، على السواء، أن تنمو موازنات أمن تقنية المعلومات فيها بنسبة 18 في المائة في السنوات الثلاث المقبلة.

ووفقا لنتائج الدراسة، واجهت 74 في المائة من الشركات شكلا من أشكال التهديد الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وجنوب إفريقيا، حيث بلغ متوسط تكلفة الحادث الأمني التقني 441.816 دولار في ظل تزايد نشاط التهديدات وظهور متطلبات تنظيمية مفروض على الشركات الالتزام بها بدءا من المشكلات المعقدة المرتبطة بسلاسل توريد أمن تقنية المعلومات، ووصولا إلى اللائحة التشريعية المتعلقة بحماية البيانات العامة، فضلا عن كون المزيد من بيانات الشركات موجود خارج نطاق سيطرة فرق الأمن التقني التابعة لها.

وعملت "كاسبرسكي" على تطوير حاسبة تكاليف أمن المعلومات IT Security Calculator في مسعى منها لجعل مسألة الاستثمار الاقتصادي في أمن تقنية المعلومات أقل تعقيدا، وتقوم الحاسبة على الأبحاث في الاستثمارات الحاصلة بمجال الأمن الإلكتروني ضمن قطاع متنوع من الشركات ذات الأحجام المختلفة والعاملة ضمن مجموعة من القطاعات وفي مناطق جغرافية متباينة، كما تتيح لمختصي أمن المعلومات إجراء مقارنة معيارية لاستراتيجية الأمن الإلكتروني لديهم مع تلك الخاصة بشركات أخرى تتشابه معها في الحجم وطبيعة العمل.

واستنادا إلى بيانات واردة من 6687 شركة في جميع أنحاء العالم، تتيح الآلة الحاسبة للمستخدمين إدخال معلومات حول حجم شركاتهم، والقطاعات المهنية والمناطق التي تعمل بها، ونفقاتها الخاصة بأمن تقنية المعلومات، لتطلعهم على وضعهم مقارنة بالمعدلات في القطاعات التي تعمل بها شركاتهم، متيحة مستوى عاليا من الشفافية في المعلومات المتعلقة بالتدابير الأمنية التي تتخذها شركات أخرى مماثلة، وناقلات التهديدات الرئيسة التي تواجههم، والخسائر المالية التي ترتبت عليهم نتيجة لذلك، فيما توضح ما الذي يمكن فعله لتجنب تعرض الشركات للخطر.

0 Comments