قيادة منغلقة وأموال منهوبة... وقائع الفساد المالي داخل جماعة الاخوان الارهابيين



حرصت جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها عام 1928 على تقديم نفسها في ثوب الحركة الإصلاحية الساعية للتغيير المتدرج للمجتمع عبر الأخونة والدعوة للقضاء على الفساد بجميع صوره غير أن الوقائع المتعاقبة عبر العصور المختلفة أثبتت أن الفساد الذي تدعى الإخوان رفضه واصل فيها حتى النخاع ومتجذر في ممارسات عدد من قادتها البارزين .

حيث ان الفساد المالي والفساد الأخلاقي داخل جماعة الإخوان ليس أمرًا جديدًا على الجماعة إذ أن تاريخ الجماعة ينبئ عن الكثير من مظاهر هذا الفساد، وقد تحدث عنه الكثير من المتابعين والمحللين من قبل سواء من أفراد من خارج الجماعة أو من أفراد انشقوا عنها بعدما انتسبوا إليها قدرًا من الزمن، إلا أن السنوات القليلة الماضية والتي أعقبت سقوط الجماعة من الحكم وشهدت العديد من الأحداث قد كشفت عن الكثير من تفاصيل هذا الفساد بشكل واضح ليس فقط للمتابعين من خارج الجماعة ولكن للعديد من أفرادها الذين نشأوا وتربوا بداخلها وكانت لهم بمثابة المجتمع الفاضل المثالي الذي يتمنون ويسعون إلى تعميمه على العالم بأسره حسب تفكيرهم ووفق خيالهم، بهذه الكلمات رصد عماد على القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية تاريخ الاختلاسات والسرقة والأعمال غير الأخلاقية داخل جماعة الإخوان. 

فهذا الفساد يعد فرعًا ينبثق من أصل أكبر يتمثل في فساد أخلاقي عام طال الجماعة ليس فقط في السنوات الأخيرة ولكن منذ نشأتها فقد كانت هناك فجوة بين النمط المثالي الذي رسمه حسن البنا للجماعة والذي يتمثل في أنها جماعة ربانية تفهم الإسلام بشكل صحيح دون غيرها وتسعى لإصلاح المجتمع وإنقاذ العالمين وتطبيق الشريعة، وبين النمط الواقعي الذي شهد العديد من مظاهر الفساد الأخلاقي سواء على مستوى الجماعة كمؤسسة أو كأفراد .

كما أنه يعود هذا الفساد إلى تحكم فئة قليلة من القيادات في الجماعة بشكل كامل رغم زعمها بأنها تطبق آليات الشورى بداخلها كما يعود أيضًا إلى الغموض الذي يحيط بالجماعة فيما يخص هيكلها التنظيمي ومواردها المالية من حيث مصادرها وحجمها وأوجه صرفها؛ وقد أدى ذلك إلى سهولة التحكم في هذه الأموال والموارد واستخدامها بشكل يحقق مصالح عدد قليل من القيادات والاستيلاء عليها وقد ظهرت مؤخرًا العديد من الأصوات من داخل الجماعة والتي تحدثت عن سرقة أموال الجماعة واستيلاء بعض القيادات عليها فيما لا يجد الكثير من شباب الجماعة المقيمين في الخارج ما يكفي لسد احتياجاتهم الضرورية  .

فشباب الجماعة فقدوا الثقة في قياداتهم ولا شك أن هذا الأمر قد تسبب في فقدان الكثير من شباب الجماعة للثقة في قياداته، وهذه الثقة تعد من أهم أركان الجماعة التي تجعل القيادات تتحكم بكل سهولة في هذا العدد الهائل من الأفراد وقد ترتب على ذلك انفراط عقد الجماعة وخروج العديد من الأفراد منها أو على الأقل تجميد عضويته بها .

كما تم الكشف عن كيفية استخدام قيادات الإرهابية سلاح المال ضد شبابهم وهناك العديد من مظاهر هذا الفساد مثل المحسوبية في إدارة ملف الإعاشات داخل الجماعة فالجماعة بعد سقوطها من الحكم ودخولها في أزمتها الحالية والتي ترتب عليها سجن الكثير من أفرادها ووفاة البعض عملت على توفير دخل شهري لأسر المسجونين والمتوفين خلال الأحداث لكن الجماعة كانت لا تقوم بتوزيع هذا الدخل وفق أسس موضوعية ولكن وفق أسس شخصية إلى حد كبير فلم تكن توضع مثلًا معايير محددة لقيمة الدخل الشهري لكل أسرة مثل عدد أفراد الأسرة أو مدى وجود دخل آخر من عدمه، ولكن كان هناك بعض الأسر تأخذ مبلغًا شهريًا أكبر من الأخرى رغم احتياج الأخرى لدخل أكبر، وكان يتم توفير مبلغ شهري لأسر بعض القيادات يفوق الأفراد العاديين، كما تم استخدام سلاح المال في إطار الخلاف القائم بين جبهتي الإخوان .

0 Comments