كورونا قتل ورود غزة.. ذبلت وفقدت رائحتها الوردية الزاكية

 


ذبلت الزهور في شركة سفير الحب إحدى أبرز شركات تزيين صالات وسيارات الأفراح في غزة مع تعطل العمل، بسبب قيود جائحة فيروس كورونا .

ضربة قاسية وجهتها قيود كورونا الأخيرة لزراعة الزهور في قطاع غزة، والتجارة بها، بعد ضربات متلاحقة من الحصار إلى القيود الأولى مع ظهور الوباء في مارس الماضي .



زين عبدو صاحب شركة سفير الحب تضررهم بنسبة 100% خلال 32 يوما من القيود ووقف الأفراح في الصالات وتعطل كل المناسبات بسبب كورونا.

وقال نحن تأثرنا خلال فترة إجراءات كورونا وتراجع عملنا خلال 32 يوما 100% وهذا كبدنا خسائر مالية باهظة .

وتضم الشركة صالتي أفراح ومركزا لتزيين السيارات والصالات ومراكز تأجير وبيع ملابس الزفاف، وكلها تعتمد على الورود، التي لم يعد هناك من يرغب بشرائها .

وأشار إلى أن الشركة كان يعمل بها حوالي 60 موظفا قبل إجراءات كورونا، أما الآن فهناك 4 عمال فقط لأن البلد مغلقة بالكامل وخصوصا ما يتعلق بالأفراح والمناسبات السعيدة التي تتطلب ورود والكوش وتزيين صالات الأفراح، وإرسال ستاندات الورد للمناسبات المختلفة .

وأكد أنه في مثل هذه الأيام من كل عام تكون الحركة عالية جدا ونستهلك فيها كميات زهور وورود كبيرة لكن اليوم لا يوجد أحد يطلبه، ويضيف كنا نزين بالورود 3 سيارات للعرسان على الأقل يوميا والآن لا نزين أي سيارة .

يبدو الأمر أكثر مأساويًا بالنسبة للمزارع الفلسطيني ماهر أبودقة في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ففي حين تتفتح الزهور بألوانها الجميلة وروائحها الزكية في المزرعة لتضفي أجواء بهجة لا تعكس ما يشعر بها مالكها من خسائر كبيرة نتيجة عدم وجود أي تسويق للزهور منذ أكثر من شهر بسبب قيود كورونا .

وقال أبودقة أملك واحدة من المزارع القليلة للزهور التي بقيت صامدة في قطاع غزة، ولكن هذه المرة الخسائر كبيرة، فما أن نفيق من ضربة حتى تأتينا أخرى أكثر شدة .

وأشار إلى أنهم عانوا لسنوات من سياسة الحصار التي أوقفت تصدير الزهور ثم عانوا من التدهور الاقتصادي وتأثيره على سوق الزهور الذي بقي يكافح ليضفي أجواء من البهجة والجمال في واقع صعب .

وذكر أنهم تعرضوا لضربة شديدة مع القيود الأولى لمواجهة كورونا في مارس وأبريل الماضيين، ثم بدأت الحياة تعود، وكان الأمل بموسم الصيف حيث تكثر الأفراح والمناسبات السعيدة ولكن كل ذلك تبخر .

وقال منذ شهر مارس 2020 وحتى بداية شهر أكتوبر تعرضت لخسائر تصل إلى أكثر من 100 ألف دولار .

وبدأت زراعة الورد للتسويق في غزة عام 1991 وباتت مصدرا مهما للدخل بعد تسويق الزهور لأوروبا، حيث وصلت المساحات المزروعة إلى 1200 دونم بحلول عام 1998 إلا أن هذه المساحة تراجعت تدريجيا مع فرض الحصار الإسرائيلي، حتى توقف التصدير شبه كليا عام 2012 .

0 Comments