تأثير حزب العدالة والتنمية علي العلاقات المدنية و العسكرية في تركيا




التطور الذي حدث في التجربة التركية يمثل في وجود مساحة حقيقية للصراع الديمقراطي، ومن الصحيح أنها مازالت محكومة بقيود المؤسسة العسكرية كما أنها ما زالت تعاني من ثغرات في حقوق القوميات الأخري

إلا أنها في النهاية نجحت في تحويل الأفكار الأيدولوجية الكبري سواء التي انطلقت من مفاهيم إسلامية أو علمانية إلي ساحة “للنضالات الصغري” القائمة علي المكاسب الجزئية وعدم إقصاء أي طرف من المعادلة

السياسية والإعتراف بحق التيارات المختلفة في التعبير، وأخيرا مواجهة الولايات المتحدة أو الإختلاف معها وليس بالشعارات، وهو ما لم يتحقق إلا في ظل نظام ذي منطلقات شعبية ديمقراطية.

بينما في الأونة الأخيرة بدأت المؤسسة العسكرية تفقد نفوذها منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة في نوفمبر 2002 حيث حدث تحول هائل في ميزان القوي علي حساب الجيش ونشأ نظام كان للمدنيين

فيه اليد العليا، ومع ذلك فإن التقدم الذي تم إحرازه في فرض السيطرة المدنية علي الجيش لم يحول حتي الآن العلاقة بين المدنيين والعسكريين في تركيا الي نموذج ديمقراطي.

وقد تولي الحزب السلطة من عام 2002وحتي عام 2016، حيث 14 سنة كانت الأكثر إثارة ونقاشا في التاريخ التركي، حفلت بإنجازات داخلية وخارجية ولكنها حفلت أيضا بخيبات وإحباطات.

ولم يكن وصول الحزب إلي السلطة مجرد تناوب روتيني عليها بين أحزاب متنافسة بل جاء حزب العدالة والتنمية الي السلطة بمشروع شامل في الداخل والخارج تعدل تبعا للمارسة والظروف وترك أثرا استثنائيا في حاضر تركيا ومستقبلها ودورها.

مثلت تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا بداية جديدة في تطور حركات الإسلام السياسي، اعتبرها البعض بداية عصر جديد نجح فيه تيار ينتمي تاريخيا الي تيارات الإسلام ليس فقط الديمقراطية.

 إنما أيضا العلمانية بمعناها الأوروبي كما أن حزب العدالة والتنمية قدم خطابا سياسيا فكريا جديد، فقد أظهر الحزب قدر كبير من المرونة والواقعية السياسية في تعاطيه مع القضايا والملفات المطروحة سواء علي المستوي الداخلي او الخارجي.

وبالتالي تتمثل المشكلة البحثيىة في بحث وتحليل أثر حزب العدالة والتنمية علي العلاقات المدنية العسكرية في تركيا ومن ثم يكون السؤال العام ما هو اثر الاحزاب علي العلاقات المدنية العسكرية للدول؟

وبالتطبيق علي حالة تركيا يكون: ما هو أثر حزب العدالة والتنمية علي العلاقات المدنية العسكرية في تركيا؟




0 Comments