الملف الليبي ضمن الاهتمامات الدولية حتى مع أزمة كورونا


الملف الليبي ضمن الاهتمامات الدولية حتى مع أزمة كورونا


ما يزال الملف الليبي مطروحا في نقاشات واجتماعات دولية في وقت انشغل فيه العالم أجمع بفيروس كورونا حيث تصدرت الأزمة الليبية محور النقاش بين الرئيس التونسي قيس سعيد مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من جهة والرئيس النيجيري محمد ايسوفو .
من جانبه جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى احترام ودعم حظر الأسلحة المفروض على ليبيا ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إليها حيث حث بيان أصدره الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل الأطراف الليبية على وقف القتال فورا والسعي لحل سياسي للأزمة مجددا التزام الاتحاد بدعم عملية برلين والوساطة الأممية لإنهاء الصراع الليبي.
ومع قبول الأطراف الليبية للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار لدواع إنسانية لتسهيل عمليات مواجهة فيروس كورونا إلا أن الصواريخ ماتزال تسقط على رؤوس المدنيين حيث تم خرق الهدنة ووقف إطلاق النار ما جعل السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند يدعو الأطراف إلى وقف القتال وإعطاء فرصة لتوحيد الجهود الإنسانية مطالبا بالعودة إلى مسودة وقف إطلاق النار التي تم وضعها في مفاوضات 5+5 العسكرية .
محليا, رحبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا بالدعوات الداعية إلى توحيد وتضافر الجهود لمواجهة خطر و تبعات انتشار فيروس كورونا مطالبة الأطراف بوقف التصعيد والوقوف ضمن الجهد العالمي للحفاظ على حياة المواطنين.
وأشارت اللجنة إلى أن الفئات الأكثر هشاشة,, من المسنين والعجزة والمرضى والنازحين والمهجرين هم الأكثر عرضة للمخاطر المحدقة مضيفة أن أولوية إنقاذ أرواح المواطنين تجعل من مقاومة ودرء الوباء المستجد مقدما على أي مصالح أخرى.
وبات القطاع الصحي يعاني منذ سنوات في ليبيا ضعفا كبيرا نتيجة لتردي الأوضاع فيها جعل من الليبيين متيقنين أن لا حل لهم تجاه فيروس كورونا سوى مواجهته بأنفسهم.
فقد بات الوعي لدى كثير من المواطنين باتباع السبل الكفيلة بالوقاية يزداد يوما بعد يوم خاصة بعد تسجيل عدد من الإصابات به في الآونة الأخيرة.
وبعيدا عن الطعن في دور الكادر الطبي واللجان المكلفة بمواجهة الفيروس التي عملت وتعمل كل ما في وسعها لتوعية المواطن بهذا الفيروس ومخاطره واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية إلا أن الغالبية من السكان ألفوا الحالة المتردية التي تعيشها الأجهزة المختصة وهو ما جعلهم يلجؤون إلى إدارة حياتهم والاتعاظ بما حل في دول وقفت عاجزة إلى حد الآن عن مواجهة كورونا بالرغم من الإمكانات الطبية الهائلة التي تحظى بها.
فالمواطن الليبي يعتبر الآن أمام تحد قد يكون الأكبر في تاريخ حياته وبلاده خاصة أن هذه الفترة تعد فترة ظهور العدوى في البلاد بعد أن عاد من كان في الخارج وأغلقت الحدود، وفي حال التزم بالمعايير المتبعة للوقاية دون ملل أو استهتار فإن الجائحة ستكون وطأتها أخف بكثير مقارنة بدول أخرى تفشى فيها الفيروس ولم تستطع فعل شيء.

0 Comments