مشهد موجع من المسجد الأقصى

مشهد موجع من المسجد الأقصى 



الزمان، العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، والمكان ساحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، والمشهد الموجع والمؤلم هو عدد من المستوطنين يدنسون المسجد الأقصى بحماية كبيرة من شرطة الاحتلال، وتشاهد أمة المليار ونصف من المسلمين المشهد، دون أن يحرك أحد منهم ساكنا، ودون أن يحشدوا الجيوش لتحرير مسجدهم المقدس من فوق سبع سماوات، ولم نسمع أو نرى حتى بيانات الشجب والاستنكار، التي تعود الشعب الفلسطيني عليها





الصمت عن تدنيس المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، يغري الاحتلال بالمزيد، ضمن سياسة التدرج، فمن أمن العقاب أساء الأدب، ولا يوجد من يعاقب الاحتلال في ظل صمت وسكوت أمة الإسلام.



تكررت عمليات تدنيس المسجد الأقصى في شهر رمضان بكثافة؛ ولم تتوقف كما جرت العادة فيما تبقى من العشر الأواخر، فالاحتلال يريد تهويد القدس والمسجد الأقصى وبناء ما يزعم أنه هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى، أو بناء كنيس داخله.


ما حصل لم يكن يحصل في السابق، حيث كان الاحتلال يقتحم ساحات المسجد الأقصى في أيام غير شهر رمضان، وعندما لم يجد ردات فعل للحدث، صاروا يدنسون المسجد الأقصى خلال شهر رمضان دون العشر الأواخر، والآن تمادوا كثيرا، وصارت العشر الأواخر لا تراعى حرمتها، كما هي حرمة مئات ملايين المسلمين حول العالم.






الهدف من التدنيس في العشر الأواخر من شهر رمضان واضح جدا، فهي محاولات مستميتة من الاحتلال لكي الوعي السياسي الجمعي للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية، بزعم أن المسجد الأقصى بني مكان جبل الهيكل؛ الهيكل المزعوم غير الموجود إلا في عقول من لوثت أفكارهم بعقائد فاسدة.

المسجد الأقصى المبارك، يشكو ألمه حزنه جراء تدنيس المستوطنين له دون حرمة لشهر رمضان، لكن الأمة الإسلامية في سبات، حيث تمر في مرحلة في من أتعس المراحل التي مرت بها عبر التاريخ.


المسجد الأقصى المبارك، من بنايات وساحات وباحات وأروقة وممرات ومصاطب، وقبة صخرة والمسجد القبلي وغيرها، لها قدسية خاصة لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين، والمس به يعني المس بكل مسلم في العالم.



ما يخفف من حزن المسجد الأقصى ويقهر الاحتلال، هو منظر عشرات آلاف من المصلين وهم يزحفون نحوه في رمضان، برتابتهم وسلاستهم بصفوف مستقيمة، فالمسجد الأقصى مسرى رسولنا الكريم، الصلاة فيه ب 500 صلاة، والنفحات الإيمانية لمن صلى فيه ليست كغيرها من النفحات في المساجد الأخرى.

ما حصل من تدنيس المسجد الأقصى في العشر الأواخر هو أمر خطير جدا، فلا يجوز ترك المقدسيين والفلسطينيين وحدهم يواجهون الاحتلال وصفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.


من المفترض في ظل تعاظم التحديات، وإجماع الكل الفلسطيني على رفض المس بالمسجد الأقصى ورفض صفقة القرن، أن تتعاظم الوحدة ورص الصفوف، لا أن تزيد التناقضات الفرعية، وتطغى على التناقض الرئيس، وما أحوج شعبنا الفلسطيني إلى كلمة سواء وكلمة طيبة في هذه الأوقات العصيبة، وما أحوجنا لطي صفحة الانقسام والتوحد خلف برنامج وطني مقاوم موحد، فالزمن يجري سريعا ولا يلتفت للخلف.

















0 Comments