تفاصيل اول هجوم سيبراني ومدي تأثيره على العالم

هجوم سيبراني

حدث أول هجوم إلكتروني معروف في عام 1988، عندما أطلق روبرت موريس، كان طالب دراسات عليا في علوم الكمبيوتر، جزءاً صغيراً من برنامج أصبح يعرف في النهاية باسم "دودة موريس"، وتسبب في انقطاعات عبر الإنترنت التي كانت لا تزال حديثة العهد.

خلال العقدين التاليين، ظل الأمن السيبراني مصدر قلق في الغالب للمتسللين العبقريين المهووسين وعملاء المخابرات الغامضين. وفي عام 2010، تغير كل ذلك مع عملية "ستوكسنت" Stuxnet، وهي عبارة عن هجوم إلكتروني فعال بشكل مدمر على أجهزة طرد مركزي استخدمتها إيران في تخصيب اليورانيوم. وسرعان ما بدأ قادة الولايات المتحدة في دق ناقوس الخطر بشأن ضعف بلادهم في ذلك المجال.

 وفي وقت مبكر من عام 2009، حذر الرئيس باراك أوباما من الهجمات الإلكترونية التي يمكن أن تغرق "مدناً بكاملها في الظلام". وبعد ثلاث سنوات، أثناء اجتماع لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، قال [الجنرال] كيث ألكسندر، مدير وكالة الأمن القومي (NSA) [بين 2005 و2014]،

إنها مسألة وقت فقط قبل أن تدمر الهجمات الإلكترونية البنى التحتية الحيوية. في الوقت نفسه تقريباً، ادعى السيناتور جاي روكفلر، الديمقراطي عن ولاية فرجينيا الغربية، أن "احتمال وقوع إصابات جماعية" يجعل الهجمات الإلكترونية "خطيرة شأن الهجمات الإرهابية".

وبدت تلك التحذيرات في محلها عندما استهدف عملاء إيرانيون، في عام 2012، شركة النفط السعودية "أرامكو" ببرمجيات خبيثة، ما أدى إلى محو البيانات الموجودة على 30 ألف جهاز كمبيوتر. بعد أسبوعين، وجهت إيران ضربة مماثلة لشركة "راس غاز" القطرية، وهي من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم.

كانت تلك الهجمات الإلكترونية إلى حد بعيد الأكثر تدميراً في التاريخ، وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها حكومة ما عملية هجومية في الفضاء السيبراني ضد شريك للولايات المتحدة. والجدير بالذكر أن تلك الضربات هزت أسواق الطاقة العالمية. لذلك، نشرت واشنطن فريقاً من خبراء الأمن السيبراني التابع للبنتاغون في الرياض، تعبيراً عن دعمها السعوديين.

بعد شهرين من الهجمات الإيرانية، ألقى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خطاباً رفيع المستوى حذر فيه من استخدام دول أخرى أو إرهابيين آخرين الأسلحة الإلكترونية، بهدف جعل قطارات الركاب أو قطارات الشحن المحملة بمواد كيميائية مميتة تخرج عن مسارها، أو تلويث إمدادات المياه في المدن الكبرى، أو قطع شبكة الطاقة الكهربائية، أو تعطيل شبكات الاتصال والأجهزة العسكرية.

وفي ذلك السياق، أعلن بانيتا أن الأميركيين بحاجة إلى الاستعداد لهجوم قد يكون كـ"بيرل هاربور سيبراني"، وهو عبارة عن هجوم من شأنه أن يتسبب في دمار مادي وخسائر في الأرواح، كما أنه [قد] يشل الأمة ويسبب لها صدمة ويخلق إحساساً جديداً وعميقاً بالضعف. كما حاول بانيتا أيضاً تحديد الخطوط العريضة لاستراتيجية الردع التي تعتمدها الولايات المتحدة في الفضاء السيبراني، بحجة أن "الدفاعات المحسنة وحدها" لن تكون كافية.

وكذلك، قال إنه عند اكتشاف أجهزة الأمن القومي الأميركية هجوماً إلكترونياً وشيكاً له عواقب وخيمة، فإنها ستحتاج إلى "خيار متاح لاتخاذ إجراء [رداً على هجوم]. وهكذا، أوضح أن الجيش قد طور "القدرة على إجراء عمليات [هجومية إلكترونية] فعالة لمواجهة تهديدات المصالح الوطنية [الأميركية] في الفضاء السيبراني".

0 Comments